ماذا يجري في البورصة المصرية ؟ وكيف يمكن تفسير خسارة المؤشر الرئيسي حوالي 25% من قيمته منذ بداية العام ووصوله إلي ما كان عليه في 2013 ؟ وهل من الطبيعي خسارة 80 مليار جنيه في 8 أيام فقط ؟ هذه التساؤلات وغيرها تفرض نفسها علي الساحة الاقتصادية. ويزيد من حالة الدهشة حدوث مثل هذا الانهيار في ظل ما تعلنه الحكومة من بيانات ايجابية عن الأداء الاقتصادي . إضافة إلي اتساع مساحة التفاؤل بعد تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة ونجاح حفل الافتتاح الذي حضره العديد من الملوك والرؤساء ووفود من عشرات الدول.
ويبقي السؤال الملح : ماذا يجري في البورصة ؟ هل حقا هناك أياد إخوانية تعبث فيها ؟ وإذا كان الإخوان براء من هذا النزيف المستمر فمن يا تري يسعي لتشويه صورة الاقتصاد الوطني ؟ هل هناك» لوبي أصحاب مصالح « يسعي لإحراج الحكومة وإجبارها علي اتخاذ قرارات تحقق مصالحه مثل إلغاء الضريبة علي الأرباح الرأسمالية أو السماح بتحويل أرباح الأجانب إلي الخارج دون قيود ؟ أم أن هناك دولا تسعي للإضرار بمصر شأنها في هذا شأن الدول التي تمول وترعي الإرهاب.
تحليلات الخبراء لم تعد تقنع طفلا، فما بالك بالبورصجية أو المهتمين بالشأن الاقتصادي. هل يمكن تصديق أن تراجع سعر اليوان الصيني وانخفاض سعر النفط أهم الأسباب. الأمر في رأيي أكبر بكثير من هذه التفسيرات المكررة. وأظن أن هناك أيادي خفية وراء هذه الخسائر التي لا تصيب الاقتصاد الوطني في مقتل فقط، وإنما تسبب ضررا بالغا بالملايين من صغار المتعاملين. ويبقي السؤال مطروحا حتي تنجح الحكومة في كشف المؤامرة، أو تعترف بفشلها وتعلن أنها آخر من يعلم !!