أبشروا إذن فقد انتفض الأئمة والشيوخ الذين في الأزهر والأوقاف. رفعوا لافتات تندد بالارهاب والتقطوا التصاوير في مسجد النور.. نفهم من كده يعني ان الارهاب بح خلاص.. اندحر وانكسر وانقهر.
حظه سيئ الارهاب. لولا انتفاضة الأمة والشيوخ لظل يرتفع في بلاد المؤمنين والكفار. يحرق هذا ويذبح ذاك ولايبقي ولايذر.
احتار العالم كله.. كيف نواجه الارهاب. كيف نواجه الإرهاب؟ ولم يكن يعلم أن الحل عند الأئمة والشيوخ بارك الله فيهم. مسألة بسيطة جدا وزي شكة الدبوس. تجمع عدد منهم. بالمزاج أو بالقهر. ورفعوا لافتات منددة بالارهاب فما كان من الارهاب إلا أن كش واختشي من العمائم ولم نفسه وأسلحته وقال"تبت علي ايديكم حرمت خلاص!!" الأئمة والشيوخ يهرجون. مثلما يهرج كل مسئول في هذا البلد الذي سبق الاغريق والفينيق وطائر البطريق في اختراع الكوميديا. لم يقم أحد منهم بدوره واكتفوا بمنافقة الحكام والدعاء لهم علي المنابر.. من كان يدعو لمرسي هو نفسه من يدعو للسيسي الآن. ويقول لك ألم يأمرنا الله بطاعة أولي أمر؟ ياراجل!!!
دعوا للحكام ونافقوهم. وجلدوا الناس بخطب عقيمة. حتي أن واحدا مثلي اكتفي بالذهاب الي صلاة الجمعة عند إقامة الصلاة فقط دون سماع الخطبة المنبرية التي يلقيها مولانا. واعتقد ان الله سيغفر لي وينتقم من الخطيب الذي تسبب في تطفيشي أنا وغيري. بل وتسبب هو وغيره من الشيوخ في ارتفاع نسبة الالحاد بين الشباب الذين فقدوا الثقة في الدين بعد ان فقدوها في شيوخه.
كل هذه الحركات القرعة التي يفعلها الشيوخ لاتدخل علي احد. أنتم مقصرون في أدواركم. بل ان اغلبكم - إلا من رحم ربي - يشجع علي الارهاب ويحض عليه. سواء بوعي أو بدون وعي. وانظروا الي الازهر وطلابه لتعرفوا انكم مصانع لاعداد الارهابيين والمتطرفين. انظروا الي مناهجكم لتكتشفوا جنايتكم علي الدين. وبعد ده كله طالعين ترفعوا لافتات ضد الارهاب.
ثم هل تكون مواجهة الارهاب بهذه الحركات التليفزيونية أم بمراجعة افكاركم وطرق تدريسكم ومناهجكم والنظر الي الواقع ومستجداته حتي يكون خطابكم مناسبا للظرف الذي نحياه. وحتي لايبدو الواحد منكم وكأنه قادم من العصر الحجري. الدنيا تمشي في اتجاه وهو في اتجاه آخر تماما.
انتم منفصلون عن الحياة أساسا ولذلك انفصلت عنكم الحياة والناس.. ياناس انتفاضة إيه وبتاع إيه.. انتفضوا علي أنفسكم أولا وبلاش توجعوا دماغنا بهذا التهريج الذي لايليق برجال دين ولايليق حتي بالكفار!!