لا تقل لي:
- هل أنت رجل اقتصاد لكي تكتب عنه.. سياسة الدولة لها وزارة ومن فوقها رئاسة وشعب وإعلام!! من أنت؟!
- عفواً أيها الأخوة.. لست رجل اقتصاد بل أبعد ما يكون عن الحسابات.. لا أعرف شيئاً عن جدول الضرب حتي هذه اللحظة.. صدقوني.. كنت "ملك" السقوط في مواد الجبر والهندسة والمثلثات واللوغاريتمات وباقي الاسماء.. ولكن فقط هناك أفكار وتجارب ومشروعات كثيرة مرت علي صحفي له 64 سنة صحافة "محترفة" لابد أن أعرضها علي بلدي لعلها تستفيد منها.. وهذه هي مهمة الإعلام الوطني.. ولا أقول القومي.. الإعلام الذي يري أنه جزء من منظومة الدولة بل لعله أهم جزء يؤثر علي الرأي العام ويقدم النصيحة المخلصة لمن بيده التنفيذ.
- قل لنا بعد كل هذا اللت والعجن.. ماذا تريد أن تقول؟؟
- بمناسبة الانفتاح الاقتصادي علي دول العالم.. هناك تجارب في دول أوروبا بالذات من أجل جذب أكبر قدر من رأس المال الأجنبي.. أي تقدم تسهيلات لا تحلم بها أي شركة جادة تريد أن تعمل وتكسب وايضا الدولة تكسب ربما أكثر وللأبد.. خاصة ونحن مطالبون أكثر من أي دولة أخري في أي زمن آخر بمنح مزيد من التنازلات والتسهيلات نظراً لظروفنا الخاصة.
وهناك تجربة خاصة عاشرتها بنفسي بحكم القرابة.
كانت هناك جزيرة قريبة من جزيرة "لاس بالماس" في المحيط.. جزيرة اسبانية مهجورة تماماً.. وهي جزيرة صغيرة لذا المياه تحيط بها من كل مكان.. يسكنها بعض المزارعين الذين لا يزرعون سوي الطماطم.. لماذا الطماطم لا أحد يدري.. ومن ثمن هذا المحصول الضخم يعيشون حياتهم.
هناك شركة سياحة كبري مصرية لبنانية عرضت علي الحكومة الاسبانية أن تحول هذه الجزيرة إلي مصيف عالمي رائع خلال سنتين أو أكثر دون أي مقابل للأرض.. يكفي تسليم الجزيرة بكل ما عليها من فنادق وما يسمونه "بانجلوز" علي طول الساحل.. وداخل الجزيرة "مدينة ملاهي ضخمة جداً" وقرية ريفية يتم فيها بالتمثيل الحي عصابة "الكاوبوي" التي تسرق الماشية ويخرج العمدة مع جنوده كل علي الخيل وتدور معركة حقيقية ولكنها برصاص بلا مفعول طبعاً أقل من الخرطوش.. ويصعد واحد من الكاوبوي فوق عمارة من السطح يقتل بعض الجنود الذين يسقطون من فوق الخيل ثم رصاص من العمدة ليسقط الكاوبوي من ارتفاع ضخم علي الأرض وسط متفرجين سواح ويصرخ الأطفال!! ولكن الذي سقط جسد من الفل والقماش.. وسينمات وحاوي.. و..
باختصار شديد تحولت الجزيرة إلي "صائد لسياح العالم" خاصة الأمريكان.. لا تجد غرفة خالية طوال العام.. جاءت هذه الشركة إلي مصر لتعرض علي الرئيس أنور السادات فكرة احتكار شاطئ الغردقة كاملاً.. وكاد يتم الاتفاق لولا أن الأخ عادل طاهر وزير السياحة في هذا الوقت وضع العراقيل والشروط فعادت الشركة في نفس اللحظة علي نفس الطائرة!!
ماذا لو كان قد تحول شاطئ البحر الأحمر إلي جاذب سياحي مثل اسبانيا منذ السبعينيات!!.. إنها فرص ضائعة!!