من بين الغرائب التي نعيشها ونتعايش معها.. أننا أصبحنا مجرد ناقلين ومقلدين للغير حتي تحول كل شئ في حياتنا إلي شبه للأشياء الأصلية.. في السينما مثلا نري أفلاما نكتشف بعد لحظات من مشاهدتها أنها ملطوشة من أفلام غربية أو أمريكية وان المؤلف المبدع والمخرج الجهبذ حاولا تمصير الفكرة فجعلاها مسخا لا دخل له بعاداتنا أو حياتنا.. هكذا نتعامل دائما بالشبه.
وفي كرة القدم.. سعينا إلي محاكاة الكرة الحديثة والاحتراف الأوروبي لكن بشكل يدخل ضمن العجائب والطرائف حيث أصبحت الكرة طرفنا لاهي محترفة ولاهي هواية.. فاللاعبون محترفون وللملايين يحصلون وهناك شلة منتفعين حولهم يلهطون. مع ذلك من يدير المنظومة بالكامل هواة جاءوا بالانتخاب بناء علي لوائح وقوانين لا دخل لها بالشكل الاحترافي.. لذلك أصبحت الكرة عبارة عن مجموعة من اللاعبين والمدربين المحترفين يديرهم مجموعة من الهواة والمنظرين.
ولعل هذا ما جعل فريق الجونة يلعب أمام الأهلي بمجموعة من الأطفال والناشئين ويخسر بـ 13 هدفا نظيفا ومع ذلك خرج محمود الشامي عضو اتحاد الكرة يبرر ذلك بان الجونة أصبح في الدرجة الثانية ويعد ناديا هاويا ومن حقه أن يشرك هواة تحت السن.. ولأنها عادة مر الحدث مرور الكرام وكأن شيئا لم يكن.!!.
وفي فصل جديد من مسرحية الإلهاء الكروي الذي تعيشه هذه اللعبة منذ فترة.. ظهرت مشكلة احمد الشيخ المنتقل للأهلي من المقاصة.. وأصدرت لجنة شئون اللاعبين توصية بإيقافه 4 أشهر وتغريمه 133 ألف جنيه لتوقيعه لناديين.
ولأن أعضاء اتحاد الكرة كما سبق وذكرنا هواة يديرون لعبة للمحترفين فقد تعجلوا في اتخاذ القرار دون تريث حتي تهدأ ثورة الشك بين أطراف المشكلة. وتعاملوا كما يتعاملون مع أندية الدرجة الثانية التي أداروها قبل أن تقذفهم الأقدار إلي إدارة أهم واكبر لعبة شعبية في البلاد.. تعاملوا بلا خبرة ففتحوا المجال لهذا وذاك ليدلي بدلوه.. هذا محلل ومقدم برامج وذاك خبير.. وكله يبرر مايريده وحسب ميوله ورغبته.
إدارة الأهلي هي الأخري - ¢ هاوية¢ - تعاملت بمبدأ ¢ مش لاعبين ¢ وقررت الانسحاب من جميع أنشطة اتحاد الكرة واللجوء إلي الفيفا التي من الواضح أنها تركت بلاوي بلاتر واختلاسات رفاقه وتفرغت لمشاكل الأندية المصرية واتحاد اللعبة بها.
من الواضح أن هناك من هو ¢حافظ مش فاهم ¢ وهناك من هو فاهم و ¢ولامؤاخذة بيستهبل¢ لاسيما اذا كان قد تجاهل عمدا المادة ¢11¢ التي ينص أحد بنودها علي عدم إيقاف لاعب وقع لناديين طالما كان مقيدا في ناد وحصل علي موافقة هذا النادي للانتقال مع الاكتفاء بالغرامة المالية فقط والبالغة 5% من قيمة عقده. بينما يتم إيقاف اللاعب الحر الذي لا يلعب لأي ناد فترة من 4 إلي 6 أشهر في حالة توقيعه لناديين وغرامة مالية أيضاَ 5% من قيمة عقده في السنة الأولي أو تحديد الغرامة المالية من قبل لجنة شئون اللاعبين إذا لم يكن لديه عقد نافذ.
قد تكون المشكلة قد حلت.. لكن هذا لايمنع أن ما حدث من اتحاد الكرة ومداخلات رئيس الزمالك وانسحاب الأهلي أنما يؤكد علي أننا أمام مجموعة من الهواة يعملون في منظومة منقوصة تعتمد علي لوائح وقوانين مطاطة تسمح لأي مسئول أن يتخذ القرار وعكسه.. لذلك فلا عجب أننا أمام لعبة تشبه في اسمها فقط.. كرة القدم.