كان عبدالكريم صقر. من أمهر لاعبي هذا القرن.. مهاراته الفردية تفوق كل من يسمونهم أساطير الكرة العالمية مثل بيليه وبوشكاش وديستيفانو ومارادونا.. كان عبدالكريم قادراً علي إحراز الأهداف في أي وقت من أوقات المباراة. كان يستطيع أن يحاور فريقاً بأكمله. حتي حارس المرمي. ومن طرائفه أنه كان يحاور حارس المرمي. وبدلاً من أن يضع الكرة في المرمي الخالي. كان يعود ويحاور حارس المرمي مرة أخري وثالثة ورابعة.. حتي يسعد الجمهور.. لذا كان معبود الجماهير.. كان معظم المعجبين به من الجنس اللطيف. كانت تنتظره أكثر من سيارة خارج الملعب من سيارات المشجعات.. وكان محمد حيدر باشا رئيس نادي فاروق "الزمالك فيما بعد" يعشق عبدالكريم صقر. حتي أنه كان يعامله مثل أحد أبنائه.. وكان دائماً يخاف عليه من المعجبات.. ذات مرة قال له:
حيدر: أنا مش عايزك تلعب بديلك يا عبدالكريم.
عبدالكريم: أنا باألعب برجلي يا باشا.. "ضحك".
حيدر: أنا عاوز أجوزك واحدة بنت حلال يا عبدالكريم.
عبدالكريم: مفيش واحدة بنت حلال في الأيام دي يا باشا.
حيدر: طيب نجوزك واحدة بنت حرام.
عبدالكريم: مفيش داعي.. أنا معاهم كل ليلة!! "ضحك".
حيدر: لا.. صحيح احنا عاوزين نجوزك بسرعة يا عبدالكريم.
عبدالكريم: أتجوز ازاي.. لو أبوها سألني بتشتغل إيه؟!.. حأقول له: صايع.. لاعب كرة.. بتاخد مرتب كام؟!.. أقول له: اللي يعطيه ليّ حيدر باشا؟!!
حيدر: بس بس بلاش لماضة.. أنت أشهر واحد في مصر.
عبدالكريم: أشهر واحد ليس له مرتب. وبيهرب من الديانة.. تعرف أنا أسرع واحد في الملعب ليه؟!.. كل ما افتكر الديانة أجري بسرعة!!
المهم أن محمد حيدر باشا استطاع أن يلحق بقرار منه عبدالكريم صقر كموظف إداري في مصلحة السجون. بمرتب قدره 15 جنيهاً. وهو مرتب يفوق مرتبات خريجي الجامعات في ذلك الوقت.
عبدالكريم: يفتح الله يا باشا.
حيدر: ليه يا عبدالكريم؟!
عبدالكريم: أنا صابع كده أحسن.. باكسب أكثر..
حيدر: ازاي؟!!
عبدالكريم: أنا أحط إيدي في جيبك آخذ اللي أنا عاوزه.
حيدر: ما أنت برضه حتحط إيدك في جيبي.. الوظيفة دي صورية.. قدام نسايبك بس.
وذات يوم ذهب عبدالكريم صقر مع والدته ليخطب إحدي بنات العباسية.. وسأله والد العروس:
والد العروس: بتشتغل إيه يا عبدالكريم؟!!
عبدالكريم: في مصلحة السجون.
والد العروس: بتاخد مرتب كام؟!!
عبدالكريم بعد برهة تفكير: أنا وحيدر باشا بناخد مع بعض 215 جنيه!!