المساء
سامى عبد الفتاح
المعمورة والكروم .. والأيام الحلوة
وتبقي المعمورة. هي الأجمل والأحلي بين شواطئنا. رغم أنها كثيرة ومتطورة. بسم الله ما شاء الله. من سواحلنا الشمالية علي البحر الأبيض. والشرقية علي سواحل البحر الأحمر.. لكن يبقي للمعمورة في الإسكندرية طبيعة خاصة ومريحة. ومتاحة أيضاً لأغلب المصريين.. هذه البقعة الصغيرة الجميلة من مدينة السحر والجمال وعروس البحر المتوسط. تجعلك تشعر بالارتياح المنشود من الإجازة التي نخطفها خطفاً من ضغط الأيام والمسئوليات.. وهي بقعة عشقتهامنذ ما يزيد علي ثلاثة عقود. ولم ينتزع من عشقي لها بهرجة قري الساحل الشمالي. ولا روعة شرم الشيخ أو الغردقة وما بينهما من شواطيء ساحرة أخري. ربما لأنني أميل وأبحث عن الهدوء بعد صخب الأيام وضغط المسئوليات.. إلا أن الاحساس نفسه لدي أبنائي من الشباب وأحفادي من الأطفال. والألوف التي ترتاد المعمورة يومياً حيث تكتشف هناك الطبقة المتوسطة. التي تآكلت بفعل متغيرات هذا البلد.
ولكن أخشي أن علامات الشيخوخة بدأت تظهر علي البقعة الجميلة منذ نكستنا مع اللي اسمه ايه ده. الربيع العربي.. لقد كانت المعمورة. مثل العروس في أجمل حليها وجمالها مع الراحل المهندس محفوظ. الرجل الذي جمع في المعمورة بين أهم سماتها. وهو الهدوء مع الجمال وتنسيق الفنان. مع الأمن والانضباط.. ورغم بقاء الشخصية المتفردة في المعمورة حتي الآن مع التحولات الكثيرة في السلوكيات. إلا أن الكثير من ملامح الجمال بدأت تنسحب. ما لم يتدخل رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب الدكتور مصطفي الصياد. الذي يمثل الجيل الجديد من القيادة الشابة الواعدة والجريئة. وهو واحد من أبناء مصر الجديدة والحديثة.. وإن كنت لم ألتق به ولم أتشرف بمعرفة مباشرة معه. إلا أنني سمعت عنه كل خير. وما يبشر بأن تعود المعمورة بشواطئها الي ما كانت عليه قبل عشر سنوات من سحر وجمال وهدوء وانضباط. لأن المخاطر تحيط بها من كل جانب. رغم جهود القائمين علي الشواطيء. خاصة الشاطيء المميز. والذي يقوم عليه مجموعة مختارة من الشباب. إلا أن المعمورة ليست فقط مجموعة شواطيء تغلق أبوابها في السادسة مساءً. ولكن اسلوب حياة. نفتقده في يومياتنا الصاخبة. فإذا ما أغلقت الشواطيء. تحولت البقعة الجميلة الي سيرك ليلي من الصخب بالسيارات والموتوسيكلات وازعاج الكافيهات. ناهيك عن المعاكسات وخلافه. وغياب الانضباط المروري. وأيضاً غياب النظافة والوجه الحسن.
وفي الأمس القريب كانت المعمورة تشهد أنشطة رياضية صيفية. بالتعاون مع مديرة الشباب والرياضة بالإسكندرية. وهيئة تنشيط السياحة مثل سباقات الشراع والراكت واختراق الضاحية للمصطافين. بل من الممكن أن تحتضن شواطئها بطولات قصيرة في كرة القدم والطائرة الشاطئية في الصباح. وحفلات غنائية في المساء. وكل ذلك سوف يدر عائداً جيداً. من خلال الرعاة المتحفزين لمثل هذه الأنشطة.
وحتي الأمس القريب أيضاً كان للمعمورة. أو بالتحديد شركة المعمورة للتعمير والتنمية السياحية. نادياً عريقاً. كان يلعب أحياناً في دوري الأضواء مع الكبار. هو نادي الكروم. الذي أصبح في خبر كان. بعد أن كان ملء الاسماع والأبصار.. أعلم أن الدكتور مصطفي الصياد. لم يتول موقعه. إلا قبل أسابيع قليلة. إلا أنني أتعشم أن يضع المعمورة في مقدمة أولوياته. لنراها بوجهها الناضر الشاب في الصيف القادم. بالتعاون مع حي المنتزه والمحليات وأجهزة الأمن. وذلك إذا كان في العمر بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف