هل كانت سذاجة من المستشار مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك حينما أدرك جيدا حجم المسئولية الملقاة على عاتقه وقرر أن يرتفع فوق مستوى الأشخاص ليخمد النار التى توشك أن تشتعل فى الهشيم ويقرر التنازل عن شكوى الزمالك ضد اللاعب أحمد الشيخ من أجل ألا يتسبب فى هذا الموقف فى أزمة كبيرة من الممكن أن تكون سببا فى فتنة بين جمهور الناديين الكبيرين ( الزمالك والأهلى ) مما يمكن أن ينجم عنه خروج الأمر عن مجال السيطرة فى وقت الدولة فيه ليس بمقدورها أن تتحمل أعباء جديدة تضاف الى ما تعانيه حاليا من أزمات وخاصة أن رجال الشرطة والجيش يبذلون جهودا غير عادية لحفظ النظام وينبغى معاونتهم وليس زيادة الضغوط والأعباء عليهم
والحقيقة أن مرتضى منصور أثبت بهذا الموقف " المحترم " أنه بحق " رجل دولة " من الطراز الأول ويمتلك رؤية مستقبلية هى سمة رجال الدولة حيث اتخذ قرار سحب الشكوى والتنازل للاعب من أجل ما هو أهم وأبقى وأعظم .. أقصد من أجل مصر .
ومن الأمانة أن أقول أننى اختلفت كثيرا لكن بمبادرة شخصية من جانبه جعل قناعتى به وبقراراته تصل الى الذروة لأنه أثبت بحق أنه رجل دولة حقيقى وأنه الشخص الذى يجب أن يكون مسئولا وأن هذا هو مكانه الطبيعى على مقعد رئيس نادى الزمالك .
وأرفض الزج بأسماء رؤساء أندية أخرى لهم منى كل التقدير والاحترام لكننى أؤكد أن اقحام الجماهير فى النواحى الخلافية الخاصة بادارات الأندية أمر مرفوض جملة وتفصيلا .. وكان يجب أن يتم تصعيد أى مشكلة من خلال النواحى القانونية أما الزج المباشر والتلاعب بعواطف ومشاعر الجماهير فهو أشبه بالذى يلعب الكرة بقنبلة حيث أن الانفجار سيكون حتما هو المصير ووقتها لا أحد يعلم ماذا ستكون العواقب ولا حجم الخسائر والضحايا التى سوف يخلفها الانفجار .
وكمواطن مصرى ( دون أى اعتبار آخر ) أتوجه بالشكر الجزيل لرجل الدولة مرتضى منصور الذى قضى على الفتنة المستغرقة فى النوم وقد ارتفع لمستوى المسئولية حين رفض المتاجرة بالمواقف وغلب حسه الوطنى فأعفى اللاعب صاحب المشكلة من العقاب وكأنه يريد أن يقول لاتحاد الكرة : دم أى مصرى أغلى من أى مصلحة لأى ناد من الأندية .