الأهرام
د. عمرو عبد السميع
الصندوق الأسود‏..‏ عمر سليمان
الكتاب الذي يحمل هذا العنوان‏,‏ يسجل لمؤلفه الأستاذ مصطفي بكري اسهاما مهما اضافيا في مشروع التوثيق السياسي الكبير لعملية يناير‏2011‏ وما سبقها أو لحقها‏,‏ الذي انشغل به مصطفي في السنوات الأخيرة ليقدم لنا نتاجا معلوماتيا زاخرا‏,‏ بات أساسا ضروريا لأي محاولات تؤرخ لتلك العملية أو بعض أحداثها‏.
هذا هو كتاب بكري الرابع ـ في هذا السياق ـ بعد( الجيش والإخوان) و( سقوط الإخوان) و(مرسي في القصر), وهو يتعلق بافادات عمر سليمان الرجل الذي امتلك مفاتيح الحقيقة بحكم موقعه, ولعب دورا هائلا في صوغ نهاية نظام مبارك وتسليم السلطة للجيش علي النحو الذي جري, وكاد أن يشارك في انتخابات الرئاسة عام2012 لولا خطأ إجرائي مدسوس ومدروس.. بالعربي في هذا الكتاب ـ نحن أمام شهادة رجل يعرف كثيرا, وصمت كثيرا, ثم باح بما عنده في احاديث طوال مع مصطفي بكري.

وعلي احتواء هذا النص حجما هائلا من المعلومات( عرضها مصطفي بأسلوبه السلس والتشويقي الذي يخاطب أوسع دائرة من القراء بتأثير واضح من المكون الصحفي في حضوره وبحواديتيه فرضتها صعيديته ذات النفوذ القوي علي شخصيته), فإن ما أورده بشأن واقعتين مفصليتين من أسرار وأخبار يظل ـ بالنسبة لي ذروة سنام الإثارة في الكتاب, وأعني ما يشبه محضر اجتماع الاتحادية الذي عقده الرئيس مبارك عام2010 ـ بناء علي طلب عمر سليمان وحضره فتحي سرور وصفوت الشريف وزكريا عزمي وجمال مبارك وأحمد نظيف وأحمد عز ليواجههم بما قاله سليمان من أن الانتخابات البرلمانية شهدت تزويرا واسعا.. وتأمل المناقشة التي دارت في هذا الاجتماع تعطي انطباعا قويا جدا عن مشهد الانهيار أو بوادره.

أما الواقعة المفصلية الثانية فهي زيارة مبارك إلي واشنطن عام2004 والتي أكد عمر سليمان بعدها ـ للرئيس أن( المؤامرة) بدأت, وأن الأمريكان يتحركون إلي تأسيس الشرق الأوسط الأوسع, وأنهم ـ ربما ـ اتخذوا قرارا بابعاده.
كتاب مصطفي بكري عن عمر سليمان هو واحد من النصوص التي يقال عنها( واضعة النقاط علي الحروف) في أحداث وعن شخصيات كثر اللغط حولها واللت والعجين عنها واختلطت بشأنها الأنساب السياسية والوطنية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف