الجمهورية
محمد نور الدين
مصر.. فوق القطبين
أكبر خطر.. استمرار التأجج يسيطر علي الساحة الكروية.. وبقاء الصراع والصدام محتدماً بين الأطراف الرئيسية التي تتحكم في المسيرة الرياضية.. وإن لم يتدخل الحكماء وأولو الأمر.. لوأد الفتنة وإخماد الاحتقان.. فسوف يحدث مالا يحمد عقباه.. وينفرط العقد. وينشق الصف.. ويتصدع البنيان.. ويتقاتل أبناء البلد الواحد.. وسط ظروف كان مفترضا أن تستدعي التكاتف والتآزر.. والوقوف علي قلب رجل واحد.
لقد تدني الحال.. وساء الموقف.. بعد أن تحول التنافس الشريف إلي سباق في تبادل الشتائم.. وإلصاق الاتهامات بالآخرين دون دليل.. ونعتهم بأقذع الألفاظ.. واتهامهم في الشرف والعرض والسمعة..!!
انقلب التباري.. إلي مشاجرات وخناقات.. واندلعت المعارك الساخنة علي صفحات التواصل الاجتماعي بين جماهير الأحمر والأبيض.. وعلا الصراخ والتهديد من كبار المسئولين.. يتوعدون أقرانهم في النادي المنافس بالضرب والتأديب.. وفي المقابل لجأ الطرف الآخر إلي التلويح بالاستقواء بالجماهير.. الأمر الذي يهز استقرار الأوضاع.. وينال من السلام الاجتماعي.. ويحدث الفرقة وينشر الفوضي..!!
يحدث كل هذا.. بين "الاتحاد" المسئول عن اللعبة.. والمنوط بتطبيق اللوائح والقوانين.. والمسند إليه فرض الهيبة والمكانة.. يقف متفرجاً.. عديم الحيلة.. مسلوب الإرادة.. بل الأدهي.. يشارك بضعفه.. وقراراته المتلونة.. في إحداث الانقسام مجسداً القول المأثور "الحاكم الضعيف فتنة"!! وقد وصل حجم الخطر إلي الدرجة التي دفعت لفرض حصار أمني حول مقار المنشآت الرياضية.. ومنازل المسئولين عن الأندية.. خوفا من كوارث التطرف والتعصب..!!
لم يعد هناك وقت يا سيادة وزير الرياضة.. ولابد من سرعة التدخل ووضع خارطة طريق "لفرض الأمن والاستقرار علي الساحة الرياضية.. وتعيد الأوضاع إلي طبيعتها وسكينتها.. ولعل أبرز بنودها إرساء وإعمال اللوائح والقوانين الحاسمة والرادعة.. وإنذال العقاب بكل من يخرج عن القواعد والأصول.. ويحاول افتعال معارك وهمية ويتعمد الإساءة إلي نزاهة ومكانة المنافسين.
إرساء قاعدة عدم التدخل في شئون الآخرين.. من أهم شروط الوفاق والمصالحة.. لاسيما وقد وصل الحال ببعض المسئولين بالتحدث عن شئون وصفقات النادي المنافس.. أكثر مما يتحدث عن تطلعات وطموحات ناديهم.. وليدرك كل مسئول أن هناك جمعية عمومية تتولي محاسبة ومراجعة قرارات وسياسات مجلس إدارة أي منشأة.. ولا يحق لكائن من كان تخطي دورها وأهميتها..!!
فرض عين علي كبار المسئولين الرياضيين.. ان يعلم كل منهم أن الوطنية ليست كلاما مرسلا.. أو تشدقاً وتمسحاً.. ولا تعني أبداً اتهام المنافسين بالخيانة دون سند.. وإنما تعني الوفاء والإخلاص.. والتكاتف والتعاون.. والوقوف صفاً واحدا خلف القيادة السياسية.. لمواجهة قوي الشر.. والتصدي للمخربين والمتربصين والعابثين باستقرار الوطن.. كما لابد أن يعي كل منهم أن "الكيان" فوق الاشخاص.. وبالتالي فإن مصر قبل "القطبين".. وفوق الجميع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف