الجمهورية
السيد البابلى
رامز وجمعة وعز..!
** قرار غريب صادر من محافظ البنك المركزي هشام رامز الذي يقود حملة "عكسية" لوقف انخفاض قيمة الجنيه المصري.
والقرار يقضي بأن يكون هناك حد أقصي للإيداعات النقدية الدولارية بواقع عشرة آلاف دولار يومياً. بمعني أنه إذا كنت تريد أن تودع مائة ألف دولار نقداً في حسابك في البنك فإن عليك أن تذهب للبنك عشرة أيام متتالية لتودع كل يوم عشرة آلاف دولار بدعوي أن ذلك الإجراء سيقضي علي السوق السوداء للدولار..!
ونحن قد نتفهم أن يكون هناك قرار بألا يتم سحب أكثر من عشرة آلاف دولار يومياً حتي لا تتعرض البنوك لهزة والاحتياطي الدولاري لانتكاسة. ولكن أن تكون هناك قيود علي الإيداع فهذه سابقة جديدة و"إفتكاسة" تشبه إلي حد كبير القانون الذي يطبق علي من يدخل البلاد بدولارات تزيد عن حد معين ونعتبر ذلك جريمة.
إن الإجراءات التي يقوم بها محافظ البنك المركزي والتي تهدف إلي تشجيع الاستثمارات وتوحيد سعر الصرف قبل المؤتمر الاقتصادي قد تخدم فئة من المستثمرين لن تتجاوز استثماراتهم 5% من حجم الاستثمارات الاقتصادية ولكنها ستؤدي إلي أضرار كثيرة للمستثمرين المصريين وأصحاب الأعمال الذين لن يتحملوا طويلاً الارتفاع المستمر للدولار أمام الجنيه والذي يهدد بموجة غلاء وزيادات في الأسعار لن يتحملها المواطن العادي.. ولا حتي المواطن السوبر..!
***
** وشيخنا الجليل علي جمعة المفتي السابق للجمهورية يطل علينا من جديد برأي من الآراء المثيرة التي يدلي بها بغزارة هذه الأيام والتي لا نجد لها دافعاً أو هدفاً أو حتي اعتدالاً. فهي آراء سيكون لها مردود عكسي يدعم دعوات التطرف والتشدد بدلاً من الوسطية والاعتدال والإسلام السمح الذي تدعو إليه كل أمة الإسلام.
فالشيخ علي جمعة يقول إنه لا توجد بالقرآن الكريم آية صريحة تحرم الزنا..!
ولأنني لست فقيهاً ولا عالماً في الدين ولا مفسراً للمعاني اللغوية واللفظية للقرآن الكريم فإنني أترك التعليق علي الشيخ جمعة لأهل الاختصاص وإن كانت الإجابة لا تحتاج إلي اجتهاد كبير للرد.
***
** أما أحمد عز. فيبدو أن كل من يحمل هذا الاسم يثير الجدل والمشاكل.
فأحمد عز الممثل تلاحقه قضايا إثبات النسب ومغامراته في الزواج ثم إنكاره.. وهي قضايا تتعلق به وحده والحديث عنها مضيعة للوقت.
وأحمد عز السياسي هو ايضا من الذين أدمنوا الشهرة والأضواء ويريد أن يجمع ما بين الثروة والنفوذ.
فالرجل الذي عليه أن يجلس معتكفاً حامداً شاكراً المولي عز وجل أنه قد خرج إلي النور مرة أخري بعد أن قضي فترة وراء القضبان تلاحقه الاتهامات القضائية. قرر أن يخوض انتخابات مجلس النواب القادمة في تحد واضح لشباب ثورة يناير. وفي خطوة ستفتح الباب مرة أخري للحديث عن عودة الفلول وعن فشل الثورة في تطهير الساحة من رموزهم.
وصحيح أنني واحد من الذين يقفون ضد أي قانون للعزل السياسي وأعتبر ذلك اعتداء صريحاً علي حقوق الإنسان يهدد أي اختيار علي أسس ديمقراطية إلا أن البعض كان عليهم أن يراعوا مشاعر الجماهير وأن يكونوا أكثر حكمة وواقعية في قراراتهم وخطواتهم وأن يقدروا حدود تعاطفنا الإنساني معهم.. فلهذا التعاطف حدود وقواعد..!
إن أحمد عز له مطلق الحرية في قراراته ولكن هذا القرار بالترشح هو قرار مستفز لكل المشاعر وسينعكس عليه بآثار سلبية سيئة.
***
** ونحن في انتظار موقف واضح من الأمريكان الذين حيرونا واحترنا معهم.
فجماعة الإخوان أصدرت بياناً يتحدث عن حمل السلاح وعن الجهاد طويل الأمد خلال الفترة المقبلة.
والخارجية الأمريكية اكتفت في تعليقها علي هذا البيان بالإعراب عن "الانزعاج"..!
والموقف الأمريكي "المنزعج" يعبر عن سياسات واشنطن المتناقضة في الحرب علي الإرهاب.. ولكنه يتفق مع سياساتها غير المعلنة في التعامل مع المنظمات والجماعات المتطرفة ومحاولة احتوائها واستخدامها.. واجتماع مسئولين من الخارجية الأمريكية مع وفد من جماعة الإخوان في مقر الوزارة بواشنطن قبل عدة أيام يروي ويفسر موقفاً لا محل له من الإعراب..!
***
أما الناشط أحمد دومة المحكوم عليه بالمؤبد.. فقد شاهدت مجموعة من الفيديوهات علي مواقع التواصل الاجتماعي لأحاديث أجراها مع عدد من القنوات الفضائية. وفيها كان يعترف اعترافاً صريحاً واضحاً بأنه كان يستهدف رجال الأمن بإلقاء قنابل المولوتوف عليهم.. ولا تعليق بعد ذلك..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف