عثمان الدلنجاوى
نبض الوطن .. داعش صنعه أوباما.. وعلينا الفاتورة!
* لم يعد داعش لغزا بل حقيقة أكدتها وثائق أمريكية سرية تخص وزارتي الدفاع والخارجية رفع الحظر عنها بموجب دعوي قضائية لتكشف الدور الذي قام به أوباما في تأسيس "داعش" وتصاعد نفوذه بعد اتخاذ الإدارة الأمريكية قرارها بدعم متطرفي هذا التنظيم الإرهابي وجبهة النصرة. وقد حذت تركيا حذوها حين وفرت لهما قاعدة خلفية آمنة لجلب الرجال والسلاح عبر أراضيها إلي سوريا والعراق.
ولا غرابة إذن أن يبدو الفشل الأمريكي في القضاء علي الإرهاب مقصودا. ولا مطالبة المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب لدول الخليج بدفع أموال لبلاده مقابل مشاركتها في الحرب علي داعش مجرد عبث. فالرجل ذهب إلي أبعد من ذلك حين رأي ضرورة مشاركة القوات البرية الأمريكية علي الأرض في تلك الحرب بعد أن فشلت الضربات الجوية للتحالف في تحجيم هذا التنظيم.. إنها صناعة السلاح وخلق أسواق لترويجه.. إنها أطماع الغزو والاستعمار. إخضاع المنطقة العربية للهيمنة الأمريكية بطريقة عصرية.
توسع تنظيم داعش خارج حدود المنشأ الأول في سوريا والعراق وامتداد جرائمه لمساحات أخري في الشرق الأوسط وشمال افريقيا عبر تحالفات وجماعات راديكالية أخري انضوت تحت لوائه. وأخطرها ما يسمي "أنصار بيت المقدس" و"جند الإسلام"" وولاية سيناء في مصر. وبوكو حرام في نيجيريا.. وانتقال هذا الخطر إلي حدودنا الغربية استغلال للفراغ الأمني في ليبيا مترامية حتي بسط نفوذه جزئيا في 3 مدن هي درنة وبنغازي وسرت مستفيدا من ثلاث بيئات شعبية حاضنة له فيها. أولاها جماعات من أنصار معمر القذافي انضمت إليه نكاية في الثوريين وانتقاما من الحكام المتصارعين علي إدارة البلاد. وثانيتها جماعات منشقة عن تنظيم أنصار الشريعة هناك وثالثتها بعض رؤساء القبال المحليين الذين يحاول داعش كسب ودهم ولم يكتف بذلك بل يسعي التنظيم جاهدا لربط مواقعه في سرت بمنطقة بني وليد جنوبا والجفرة في الوسط وصولا للاستيلاء علي مدن هون وودان وسوكنا للاستيلاء علي قاعدة الجفرة الجوية التي تضم مخزنا ضخما للأسلحة. وحقل مبروك النفطي الذي يتراوح انتاجه اليومي بين 40 و50 ألف برميل لتكرار السيناريو الذي اختطه التنظيم في سوريا والعراق.
خطورة داعش لم تتوقف عند حد تهديد جيراننا بل زحف الخطر إلينا حيث أعلن التنظيم مسئوليته عن تفجير الأمن الوطني بشبرا الخيمة ومن قبله اغتيال النائب العام الشهيد هشام بركات.. الأمر الذي يعني اننا في مرمي نيران هذا الإرهاب الأعمي.. ولأن منطلقات داعش دينية فإن الايديولوجيات لا تهزم بالأسلحة وحدها بل بأفكار أفضل ومن ثم فاستنفار الهمم الأكاديمية والفكرية لمجابهة ودحض هذا الفكر المتطرف وتوفير بدائل له لم يعد نافلة بل فريضة يتوجب الحشد لها بإنشاء مراكز بحثية متخصصة في مثل هذا النوع من الدراسات. وتحليل الخطاب الداعشي. وتفسير أسباب انجذاب المقاتلين الأجانب لصفوفه واعتناق أفكاره والذين يقدرهم البعض بنحو 20 ألف مقاتل اندفعوا إليه نتيجة فشلهم في الاندماج بمجتمعاتهم ونجاح التنظيم في تغيير هويتهم المركبة إلي هويات صغيرة وبسيطة وخداعهم بمنتج إعلامي مخدوم علي مستوي الانتشار والحماية وإغرائهم بحياة محافظة سهلة توحي بالألفة والروح المعنوية العالية والبطولة والتحدي فيتخلون عن حياتهم الوادعة إلي مناطق التوتر والدماء.. باختصار نريد تعرية داعش فكريا وفضح الداعمين له بصورة قاطعة.