المساء
هالة فهمى
غداً أفضل .. الخبر الأخير!!
الابداع الجيد يفرض صاحبه علي النقاط وعلي الوسط الابداعي دون جهد من مبدعه.. وابتهال سالم اسم كبير في عالمنا الابداعي الذي يعلي مؤخرا من شأن بعض التافهات والتافهين.. الوصوليات والوصوليين.. ممن يبتكرون في وسائل السطو علي مكانة لا يؤهلها لهم ما يكتبونه من اشياء قليلة القيمة عديمة الابداع ويساندهم بعض المرتزقة ممن ينساهم التاريخ ولا يبقون من مصفاته ذات الوعي والتي لا تبقي علي الغث من افكارهم.
مقدمة لابد منها لأصف لكم بعدها طبيعة المبدعة الرائعة الراحلة ابتهال سالم تلك التي غصت القلوب وتألمت الأرواح النبيلة لفراقها.. وحزن عليها الوسط الادبي بكامله فقد خلفت وراءها حروفا مضيئة من الابداع كما وكيفا وبذرت في القلوب محبتها.. كانت عفيفة اللسان باسمة الوجه طيبة الفؤاد.. تسعد عندما اكتب عنها دراسة أو خبراً.. تطرب به وتزفه للمبدعين وهي تقول عبارتها الشهيرة "كتبت عني دون الحاح أو طلب مني" انه منتهي التواضع الشديد فهي لا تعلم ان ابداعها الجيد يفرضها فوق كل المصالح والتربيطات والشللية وانها مصدر محترم لكل صحفي وناقد يحترم قيمه وحرفه لذا كنا نسارع إليها دون طلب ودون ان تقول ولو تلميحا انني محسوبة عليكم كصحفيين ادباء وعليكم بدعمي لذا حزنا عليها فقد خلفت الفراغ الانساني بموتها وما يعزينا هو بقاء الوجود الابداعي في نبض حروفها وبريق حضورها رغم قسوة الموت.
في هذا الصباح الذي امتلأت فيه صفحات الفيس بوك بصور المبدعة الراحلة ابتهال سالم عشنا لحظات نكذب الخبر ونتمني ان يكون مجرد خطأ.. الهواتف لم تصمت بين الاصدقاء والدموع لم تجف حتي تلك اللحظات التي اكتب فيها نقلا عن الراحلة آخر اخبارها قبل الموت والذي لم يكن خبر اصابتها بفيروس ابقاها مرتفعة الحرارة هامدة الجسد حتي رفعت الروح لبارئها.. هذا الخبر ونصا كان في آخر لقاء لنا في صالون المساء قبل الأخير قالت: لقد يئست من تغيير الوسط الذي ساء وانحط واصبح ارباع المدعين لا المبدعين يسيطرون عليه بالواسطة والشللية اصبحت مخنوقة من حالة الفوضي والصراع علي اللاشيء بين الكتاب وافكر في العودة لبورسعيد.. اعتزل واجلس في بلدتي اقرأ واكتب وفقط.
وكان علي ان اثنيها عن تلك الفكرة التي تدفع بالمبدعين الحقيقيين للتقهقر تاركين الساحة للأشباه فقلت لها: فمن ينهض إذن بمصرنا.. من يفكر ويحلم لها؟! من لا يجيدون غير الرقص علي الأحبال والرغبات!!
ضحكت وقالت: انت لديك القدرة علي امتصاص أي يأس وطرد كل احباط.
غادرت علي وعد اللقاء والمشاركة الفعالة في انشطة اتحاد كتاب مصر وصالون المساء لكنها غافلتني ورحلت تاركة لي آخر خبر عنها.. موت ابتهال سالم.. ليرحمها الله ويغفر لنا حالات يأس تنتابنا لطغيان الفساد ومحاولته وأد القيم!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف