المساء
كاريمان حرك
أوتار
* من أهم الأحداث الفنية عودة الروح للمسرح القومي بعد ترميمه وبداية تقديم عرض عليه يحظي بإقبال جماهيري لكن تقديم أوبريت "ليلة من

ألف ليلة" يثير أمرين أولهما هوية المسرح فمنذ نعومة أظفارنا ونحن نعرف أن المسرح القومي خصص للمسرح الخالص المحلي والعالمي

علي غرار المسارح المتخصصة في أوروبا ولهذا شهدنا عليه معظم الروائع العالمية المترجمة بالإضافة إلي أن نهضتنا المسرحية في

الستينيات قامت عليه وشاهدنا إبداعات مؤلفي المسرح المصريين رشاد رشدي وسعد وهبة وفوزي فهمي ومحمد عناني وعبدالعزيز حمودة

وغيرهم.
أما العرض الحالي لا ينتمي لهذا المسرح وأوبريت "ليلة من ألف ليلة" صاغها وألفها بيرم التونسي في أوائل العشرينيات ولحنها أحمد صدقي

في عام 1948 حيث عرضت علي مسرح دار الأوبرا القديمة في أوائل الخمسينيات وهي مستوحاة من إحدي قصص "ألف ليلة وليلة" وقد

قدمت في الإذاعة عام 1961 بتوزيع موسيقي لمحمد حسن الشجاعي الذي له فضل كبير في إحياء تراث المسرح الغنائي وتقديم صور إذاعية

درامية.
والعمل كما نري ينتمي للمسرح الغنائي في العجوزة والذي كان من أهم أسباب انشائه إحياء روائع المسرح الغنائي المصري وتأليف أعمال

أخري حديثة ولكن هذا لم يستمر وفي نوفمبر 1995 قامت الأوبرا تحت رئاسة د.ناصر الأنصاري بإنتاج هذا الأوبريت من إخراج المخرج

الحالي للعرض محسن حلمي وأيضاً بطولة الفخراني وشاركه علي الحجار وأنغام وبنفس مهندس الديكور محمد الغرباوي ومن خلال

الموسيقي الحية بقيادة المايسترو سليم سحاب.
كان أيضاً في افتتاح مسرح الجمهورية الذي أصبح تابعاً لدار الأوبرا ولهذا كان مناسباً تقديم عمل مسرحي غنائي في هذا اليوم ولكن للأسف

لم تدخل الأوبرا هذا العمل ضمن ريبرتوراها رغم أنه يعد تطويراً لحفلات الموسيقي العربية المتكرر فقراتها والتي ترسِّخ للأغنية الفردية وهذا

هو الأمر الثاني الذي يثيره العرض تفريط جهات الإنتاج الحكومي فيما تنتجه ولا تفكر في استثماره والتمسك به ويحدث من هنا خلط الأوراق

بأن المسرح الغنائي يقدم في المسرح القومي وربما قريباً نجد دار الأوبرا أو المسرح الغنائي يقدم المسرحيات الكلاسيكية!!.
هذا الكلام لا يعني عدم سعادتنا بالعمل وتقدير كل العاملين به ولكن إعادة افتتاح المسرح بعد ترميمه أليست مناسبة كانت تستحق عملاً جديداً

يتم تقديمه لأول مرة.. أو علي الأقل يتم تقديم عملا من كنوز هذا المسرح وروائعه الكثيرة ويكون معبراً عن هوية المسرح القومي.. ولكن مرة

أخري أعبر عن سعادتي بالعمل والطلة الجميلة للفنان الكبير والعبقري الفخراني والتحية لكل فريق العمل وأيضاً للجمهور الذي أكد إقباله

الشديد علي أنه يقدر الفنون الراقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف