المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. الأرفف القديمة
الشباب هو الحركة والديناميكية.. هو الدهشة واللامتوقع.. داخل الصندوق وخارجه.. النقش علي الحجر.. هو الربيع.. التفاؤل.. القدرة علي

الابتكار وعلي الحوار و"طول البال".. البحث عن أمجاد "ممكن".. الرغبة في الظهور "ربما".. المهم أنه ليس جامداً ولا مكتئباً. ولم تداهمه

بعد أمراض السكر والضغط والقلب والبروستاتا. وهذا وحده كاف لصد أي نفس عن رغبة.. ربما في الحياة.
يوم تشكلت حكومة المهندس إبراهيم محلب الثانية. تناولت تقارير طريفة أعمار وزرائه. ووصلت وقتها. وقبل أن تتعدل الأرقام بحكم التغييرات

المحدودة التي جرت فيها. إلي 2081 عاماً موزعة علي 34 وزيراً. وكان متوسط الأعمار 59 عاماً. وكانت النسبة الغالبة بين الستين والسبعين.
لسنا ضد الكبار. فلي أب كبير في السن هو عندي بالدنيا وما فيها. ولكن السن له أحكامه. وعلي الرغم من أن المهندس إبراهيم محلب رئيس

الوزراء ضرب هذه المقولة في مقتل ويبذل من الجهد ما لا يستطيعه شاب في العشرين. للدرجة التي قد يظهر مرتين في آن واحد. إلا أن

المعضلة لاتزال قائمة. ومعظم وزرائه ليسوا مثله علي الإطلاق. ولذا نبدو في أوقات كثيرة وكأننا نراوح أنفسنا أو كأننا عاجزون عن الحركة

وعن الابتكار وعن الدهشة.
لم أكن أغالي حين قلت إن عوارض مرض واحد قد تسد نفس المرء عن الدنيا وما فيها. وحتي الشباب الصغير إذا ما ألم به مرض. أنزوي

قابعاً في ركن مظلم. مهموماً بما أصابه. غير راغب في أي شأن من شئون الحياة. ومن كان حاله كذلك كبيراً كان أم صغيراً ليس قادراً علي

شيء. ولن يستطيع أن يقدم شيئاً للبلد.
أطال الله في أعمار كبارنا ووقاهم المرض. ولا أدري ربما لا يصيب الكبار والوزراء ما يصيب آباءنا وأمهاتنا. ولكن ما نسمعه ونشاهده منهم

يقول إن أفكار الكثيرين منهم تحجرت ولا جديد لديهم. ولم نسمع منهم فكرة تقول إنهم سبقوا زمانهم أو أن لديهم القدرة علي استشراف

المستقبل. والبحث عن حلول غير تقليدية للمعضلات التي تواجهنا في الشئون التي يتولون إدارتها.. هم لا يتحدثون عن أزمة إلا عندما تقع

الأزمة. والحلول كما هي.. تلك التي يعثرون عليها في الملفات القديمة علي الأرفف القديمة في الأدراج العتيقة.
هذه الحال ليست بين الوزراء وحدهم لكنها في كل مكان. وطالما بقي الإبداع بالأقدمية. والمسئولية بالتدرج الوظيفي و"الكادر" والوكيل الأول

والثاني. سنظل ندور في حلقة مفرغة.
* "مصر الجديدة".. مصر السيسي.. تستحق أن تجد فيها الكفاءة مكانها. حتي لو كان شاباً في الثلاثين.. مصر الجديدة لن تبنيها سوي أجيال

جديدة من المسئولين.. أجيال تبدأ من حيث تحلم.. يساندهم الكبار لا أن يحجبوا عنهم الشمس.
** ما قبل الصباح:
وحده الربيع.. أوان لكل الأماني المبهجة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف