المساء
أحمد سليمان
في حب مصر .. التحدي الثاني
بعد افتتاح قناة السويس الجديدة ونجاح المصريين في عبور التحدي الأول أمام العالم بعد ثورة الثلاثين من يونيو ظهرت حالة من الرغبة لدي كل المصريين في قبول أي تحد جديد لعبوره بالروح نفسها.. وإذا بحثنا في المشروعات القومية المطلوب إنجازها خلال الفترة الحالية لوجدنا أقربها للتنفيذ إقامة محطة الضبعة النووية.
أسباب عديدة تجعل هذا المشروع الأجدر بالتنفيذ والاستحواذ علي اهتمام الدولة والمواطن العادي.
أولاً: هذا المشروع من المشروعات قصيرة الأجل ويمكن الانتهاء من تنفيذه خلال مدة لن تتجاوز خمس سنوات.
ثانياً: مردوده سيكون سريعاً علي المواطن العادي الذي سوف يشعر مباشرة بالعائد منه خلال انتهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي.. فقدرة شبكة الكهرباء الحالية لا تتجاوز 28 ألف ميجاوات.. وسوف يضيف هذا المشروع العملاق حوالي خمسة آلاف ميجاوات جديدة لقدرة الشبكة الحالية بما يعني اختفاء مشكلة انقطاع الكهرباء نهائياً.
ثالثاً: البدء في تنفيذ هذا المشروع الآن سوف يخفض من حجم الخسارة التي تتحملها مصر كل عام في حالة تأخير التنفيذ.. وهذه الخسارة تتجاوز المليار دولار كل عام -بحسب رأي أحد الخبراء في الطاقة النووية.
رابعاً: أن الجانب الروسي الذي سيتولي التنفيذ مستعد لتقديم كل الدعم الفني لإتمام هذا المشروع الذي سيعيد العلاقات المصرية- الروسية إلي سابق عهدها.. خاصة إذا أضيف لهذا المشروع ما يقوم به الجانب الروسي من إعادة الروح لمصنع الحديد والصلب في حلوان وبعض الصناعات الثقيلة المصرية الأخري كصناعة السيارات.
خامساً: ما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس خلال مؤتمره الصحفي مع الرئيس الروسي بوتين في موسكو من أن المشروع النووي المصري في أيدي خبراء مصر وروسيا يؤكد أن هذا المشروع يخضع الآن لمشاورات مكثفة لوضع الرتوش النهائية لتنفيذه وتجاوز أي عقبات فنية تحول دون ذلك.
سادساً: أن موقع إقامة محطة الضبعة أصبح معداً لبدء التنفيذ بعد حل الأزمة بين أبناء الضبعة والدولة بتدخل الرئيس السيسي شخصياً.. وتم بالفعل تسليم الأهالي التعويضات المقررة عن نزع ملكية الأراضي والبدء في إقامة مدينة سكنية جديدة لهم.
سابعاً: الخبر المنشور في "المساء" اليوم عن بدء إنشاء أول مدرسة فنية متخصصة في الطاقة النووية في منطقة الضبعة يصب في الاتجاه نفسه.. بأن المشروع النووي المصري هو الأحق بأن يكون التحدي الثاني للمصريين.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف