عبد الرحمن فهمى
هل أندم علي الجورناليزم الرياضي ؟
بعض الزملاء في النقد الرياضي قالوا لي تعليقا علي ما كتبته عن أحد البرامج الرياضية التليفزيونية.. قالوا لي ان العشر دقائق التي شاهدتها علي القناة الثانية عرض مستمر وليس علي القناة الثانية فقط.. بل في كثير من القنوات الأخري.. وكان ردي ان الذي يهمني ويهم البلد كلها قنواتنا نحن.. القنوات التي تحمل اسم مصر.. ولكن ما يحدث في القنوات الخاصة الأخري لسنا مسئولين عنها.
ولكن في الحقيقة حزني كبير علي ما وصل إليه الإعلام الرياضي بوجه عام.. وأشعر في قرارة نفسي انني مسئول عن هذا التدهور في هذه الأيام.. لقد كان الإعلام الرياضي يوما هو أهم صفحات في الجرائد وأهم مادة إذاعية وتليفزيونية ينتظرها الناس.. كانت الصحف تباع وتحصل علي إعلانات من أجل الصفحات الرياضية.. والتليفزيون والإذاعة تعتمد علي حصيلة الإعلانات التي يتم بثها خلال المباريات والبرامج.. ولكن يبدو ان هذا البريق بدأ يخبو بفضل ما وصلت إليه الأمور من "ردح" وسمعة الرياضة عموما من حيث الشفافية وطهارة اليد!!!.. قيل ان الفساد في المحليات والرياضة.. حتي انهم حاربوا من جاء لمكافحة الفساد المستشري الآن.. ونجحوا في اقصائه من منصبه ليزداد الفساد علناً جهارا نهارا دون أي حساب أو حتي خشية من الله والرأي العام.
***
لقد كان الإعلام الرياضي حتي عام 1955 مجرد موضوع في ذيل صفحة داخلية.. مرة موسي صبري سكرتير تحرير الأخبار فوجيء ببيان رسمي في آخر الليل بدأ في الصفحة الأولي وله بقية لذا نزل المطبعة فوجد صفحة داخلية مازالت تنتظر موضوعا رياضيا فقرر نشر البقية وتأجيل الموضوع الرياضي.. في اليوم التالي اتضح ان الموضوع المؤجل نهائي الدوري بين الأهلي والزمالك.. وبقلم من!!! بقلم محمود بدر الدين!!! فضيحة!!! واية فضيحة!!!
ولما اضطرت مرغما في هذا التاريخ أن أكون محررا رياضيا وإلا فلن أعمل بالصحافة قط.. كان فكري أباظة لعلاقات عائلية مصرا علي أن أستكمل عملي في الصحافة بعد غلق جريدة "المصري".. لذا نصحني بالعمل كمحرر رياضي!!! وقال لي ان هذا هو شرط أصحاب دار الهلال اميل وشكري زيدان!!! كان موضوعا غريبا جدا بالنسبة لي.. بالصدفة كان فريق المجر الدولي بقيادة بوشكاش في مصر فأخذت محمد صبري كبير مصوري الدار وذهبت إلي السفارة المجرية وعملنا موضوعا عن هذا اللاعب الذي يتحدث العالم كله عنه.. كتبت ما يشغل 12 صفحة من المجلة غير الصور أكثر من صفحتين.. شكري بك زيدان اعتبرني مجنونا وطلب من محمد نجيب رئيس المراجعة اختصار الموضوع لنصف عمود!!! خطف مرسي الشافعي مدير التحرير الموضوع والصور وذهب إلي فكري أباظة الذي أمر بنشر الموضوع كاملا مع الصور وصورة كبيرة علي الغلاف.. كانت قنبلة صحفية.. زاد التوزيع بطريقة خرافية وتحولت دون أن أدري إلي محرر مهم!!! بل مهم جداً!!! مطلوب مني موضوع كل عدد.. وبدأت "الجورناليزم" في الإعلام الرياضي.. والموضوع طويل.. لا داعي له حتي لا أتهم بالنرجسية!!!