الأهلى
محمد الزرقانى
باحبك يا أهلى .. عظمة الأهلى ونجاح مبروك وأخلاق عبد الشافى
* بعيدا عن فوز الأهلى على الترجى فى تونس وتأهله الى الدور قبل النهائى لبطولة الكونفيدرالية الأفريقية - وهو ما سأعود اليه لاحقا - فقد أزعجنى كثيرا تلك الاصابة التى تعرض لها مهاجم الأهلى الجديد جون أنطوى الذى أثبت نجاحا وقدرة تهديفية وقوة بدنية ، والتى تحتاج الى ستة أسابيع للتعافى منها ، وكذلك اصابة حسام عاشور وحسين السيد وان كانت لن تستغرق مدة طويلة والحمد لله .. أما سر انزعاجى مع ان الاصابات أمر مألوف وطبيعى فى عالم كرة القدم ، فهو أن هذا الأمر لم يعد طبيعيا فى الأهلى ، ليس فى هذه الفترة فقط وانما منذ زمن بعيد ، وقد تناولت هذه المشكلة فى نفس هذا المكان أكثر من مرة ، وطالبت لجنة الكرة ومجلس الادارة ببحث الأمر والتحقيق فيه واجراء احصائيات بكم الاصابات التى يتعرض لها لاعبو الأهلى ، والتى أؤكد أنه لا يوجد لها مثيل محليا وعربيا وقاريا ودوليا ، وبحث لماذا تتكرر هذه الاصابات وكم خسر النادى بسببها وكيف يمكن ايقاف هذه الظاهرة الخطيرة ؟ .. لقد وصل الأمر - بالنسبة لى شخصيا - أننى بت أنتظر فى كل مرة يلعب فيها الأهلى من سيكون الضحية ، وقد حدث ذلك فى مباراة الترجى وكان الضحية هو جون أنطوى الذى لم أعرف تعرضه لأى اصابة منذ عرفته كلاعب كرة .. وللأسف فان ما ناديت به لم يلتفت اليه أحد مع ان المشكلة لم تنته وما زالت تتواصل بشكل لا يمكن أن يرضى عنه أى أهلاوى .. فهل سننتظر طويلا حتى نطمئن على زوال هذه الأزمة وعودتها الى طبيعتها ؟ .. وأتمنى أن يهتم مجلس الادارة ولجنة الكرة فالأمر فعلا خطير .
* ومرة أخرى قبل الحديث عن مباراة الأهلى والترجى ، أجد نفسى مضطرا للكتابة فى موضوع آخر وان كان وثيق الصلة بالمباراة .. وهذا الموضوع خاص بالكابتن فتحى مبروك المدير الفنى للأهلى ، والذى يعمل بهدوء وثقة ويؤكد من مباراة لأخرى كفاءته وجدارته بقيادة فريق الكرة ، ومع ذلك ما زلنا نسمع حديثا عن مدير فنى أجنبى ، وصحيح أن اختيار المدير الفنى حق أصيل لمجلس الادارة ، ولكن الحديث الدائم عن مدير فنى أجنبى كان لابد أن يؤثر على أى مدير فنى موجود ، الا أن فتحى مبروك بانتمائه الشديد للأهلى تغاضى عن كل ذلك واستمر يعمل بجد واخلاص ، وظهر تأثير هذا العمل من مباراة لأخرى وكانت مباراة الترجى الدليل الأكبر لنجاح مبروك .. ولذلك أتمنى أن ينهى مجلس الادارة هذا اللغط ويصدر قرارا واضحا وصريحا بتولى فتحى مبروك تدريب الأهلى ، حتى لو على سبيل منحة فرصة يستحقها بجدارة .
* لقد نجح فتحى مبروك فى قيادة " الفرسان الحمر " أمام الترجى ، وسيطروا على مجريات الأمور منذ الدقيقة الأولى ، وبعد خمس دقائق من البداية ومن جملة رائعة بدأت بضغط من جون أنطوى على دفاع الترجى الذى يخطئ وتذهب الكرة للاعب أهلوى فيمررها الى أنطوى الذى يمررها بدوره الى عبد الله السعيد ، وبسرعة يأخذ مكانا رائعا ويمرر السعيد الكرة الى رمضان صبحى يسارا ليمررها عرضية الى أنطوى ليضعها بكل ثبات داخل المرمى - ويا لها من جملة رائعة - وأعتقد أن أنطوى سيكون أفضل خليفة للرائع فلافيو ، وأدعو الله أن يشفى بسرعة من الاصابات اللعينة .. ويتبارى لاعبو الأهلى فى اضاعة الفرص السهلة التى كانوا لو أحسنوا استغلالها لحققوا نتيجة ثقيلة .. وهكذا يعود الأهلى الذى نعرفه بسرعة بعد عثرة صغيرة لم يلبث أن تجاوزها .. والقادم - باذن الله - سيكون أفضل كثيرا .
* وهكذا تنتهى الجولة الخامسة من دور الثمانية للكونفيدرالية الأفريقية ، والأهلى يتصدر مجموعته بفارق الأهداف عن النجم الساحلى ، وضمن الصعود للدور قبل النهائى .. ويبقى أن يفوز فى الجولة الأخيرة على ستاد مالين المالى ليحافظ على الصدارة ، وهنا لا يكون هناك فارق أن يلعب أمام الزمالك أو أورلاندو الجنوب أفريقى ، فالمهم أن يصل للدور الثانى ثم يفوز بالبطولة .. قولوا يا رب .
* كل التحية والتقدير والاحترام لابن الأصول صاحب الأخلاق الرفيعة ابن الأهلى الكابتن عبد العزيز عبد الشافى الذى تصدى لقلة الأدب والبلطجة والبذاءات والصوت العالى الذى لا يقيم للأخلاق وزنا ولا يعرف للأصول طريقا ، دون أن يفقد هدوءه أو ينزلق لكلمة هابطة ، ولا غرابة فى ذلك فهو ابن الأهلى الذى تربى داخله على المبادئ والأخلاق ، ونشأ فى بيت أصول ونشأ وسط أسرة أصيلة .. الله عليك يا رجل .
* لم أتصور أن أى مدرب يمكن أن يتغافل عن ضم النجمين الكبيرين حسام غالى وعبد الله السعيد الى منتخب مصر الوطنى ضمن 27 لاعبا تم اختيارهم ، الا لو كان مغرضا أو لا يشاهد مباريات الكرة المصرية ، والتى قدم خلالها اللاعبان بصفة خاصة مستوى متميزا وأداءا رجوليا .. ولكن الأرجنتينى كوبر المدير الفنى لمنتخب مصر فعلها ليؤكد ما قلته عنه من قبل أنه جاء ليأكل عيش وترك الصبى الذى اختاروه له كمساعد لكى يختار له ويفرض عليه رغباته ويفش غله ضد الأهلى ، وليت الأمر اقتصر على غالى والسعيد ، ولكنه تغافل أيضا عن عماد متعب وأحمد فتحى وباسم على وحسام عاشور .. ان ما يحدث فى المنتخب لا يبشر بأى خير ، وطالما ظل اتحاد الجبلاية الفاشل فى الصورة ، فسوف يظل الفشل ملازما الكرة المصرية .
* لم أستطع وأنا أشاهد وزير الشباب والرياضة يجلس مستكينا خائفا وهو يستمع للاساءات والبذاءات والتهديدات ، الا أن أرثى له .. واذا لم يكن يستطع التصدى لكل ذلك الخروج الفج عن القيم والمبادئ والأخلاق ، فالأكرم له أن يستقيل .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف