لاحظ حضرتك أن تحركات وجولات الوزراء الآن في كل مكان. ترشح مصر لاحتلال المراكز الأولي في مسابقات العدو. ورمي الجلة. والقفز بالزانة. والسباحة التوقيعية..
الأفضل أن تستغلهم مصر للسيطرة علي العالم رياضياً. وإن كان الفأر يلعب في عبي ويقول لي إنهم سيسقطون في اختبار المنشطات. وستكون فضيحتنا بجلاجل. لأن كهربتهم الزائدة لا تتناسب مع أعمارهم.
والحركة الزائدة للوزراء لا تقتصر علي الجولات الميدانية فحسب. لكنها تتوازي مع فيض من التصريحات الاعلامية. وكلها "نخع". ومع ذلك ينشرها زملاؤنا المندوبون من جرائدهم لدي الوزارات. وكأنها فتوحات صحفية دون تدقيق أو تمحيص أو حتي تعليق ولو بعلامة تعجب في العنوان. بل إن بعضهم يتبع التصريح بمقال يشيد فيه بجهد معالي الوزير وتحركاته وحركاته.
التحركات والتصريحات والهري. كلها تتزامن مع ما يشاع عن إجراء تعديل وزاري قريب يطال عدداً من الوزراء الفاشلين. لكني لا أتوقع خيراً ما دامت شروط اختيار الوزراء. والقيادات في أي مؤسسة. كما هي لم تتغير. وهي موافقة الأمن. وحسن سير وسلوك المرشح. وتميزه بالسمع والطاعة. ومخاصمته للخيال والابتكار.. واحد بينفذ التعليمات ويقول حاضر ونعم وتمام يا أفندم.. وبس!!
خذ عندك تحركات وحركات وتصريحات وزير التربية والتعليم الذي يقول إنه رصد 1412 مركزاً للدروس الخصوصية تمهيداً لإغلاقها.. وأقول لسعادته مش ح تقدر!! لن يستطيع الوزير إغلاق هذه المراكز لأن استمرارها مرتبط بمصالح ناس كبار وكتار جداً.. عندك مثلاِ مركز في مصر الجديدة. حصة الفيزياء للثانوية العامة بـ 100 جنيه. والقاعة تتسع لـ 400 طالب. يعني الكينج يتقاضي في الحصة 40 ألف جنيه. وهو يقول لطلابه إن هذه الأموال ليست لي وحدي. وأكيد هي ليست له وحده. اسأل نفسك عن الجهات الموجودة في الحي التي توفر له الأجواء المناسبة لممارسة دجله وذبح أولياء الأمور. وأنت تعرف أن الدولة بجلالة قدرها مستفيدة من هذه المراكز. فكيف تغلق أبواب رزق مفتوحة علي مصراعيها؟
لا الوزير ولا غيره يستطيع إغلاق هذه المراكز إلا بطريقة واحدة. معروفه و بسيطة. وتحدث عنها كل من يفهم ألف باء تعليم.. وهي أن تكون المدارس بديلاً محترماً وفاعلاً وجاذباً.
ليس علي الوزير إلا أن يسأل نفسه سؤالاً واحداً: لماذا لا توجد مراكز دروس خصوصية. ولا دروس منزلية. ولاپكتاب خارجي يؤلفه نفس مؤلف الكتاب المدرسي. ولا تزويغ أو غياب لطالب أو مدرس. في دولة مثل ألمانيا التي خرجت من الحرب العالمية الثانية مدمرة تماماً. ولم تنهض. ولم تصبح الأقوي اقتصادياً بين دول الاتحاد الأوروبي إلا بالتعليم؟!
لماذا لا يستغل الوزير حالة اللياقة البدنية الطارئة التي يتمتع بها الآن. ويخطف رجله إلي ألمانيا ويطلع علي نظام التعليم هناك ويدرس ويتعلم ليفيدنا.. لن يفعلها طبعاً لأن لديه ما هو أهم.. لديه الكرسي الذي يخشي أن يطير.. لذلك فلسان حاله يقول لمستقبل مصر: طير أنت!!!