* من جملة ملفات وقضايا المنطقة المشتعلة، يسير قطار الأزمة السورية نحومحطته النهائية، بعدما دهس قرابة ربع مليون شخص، ونقل أضعاف هذا الرقم إلي خانة نازح ولاجئ. أتحدث وأنا أضع في الاعتبار تلك الرغبة الاقليمية والدولية الملحة، وهذه الوتيرة المتسارعة لاحتواء (الحريق) بعدما تخطت ألسنته حدود سوريا، ليصل إلي قلب أوروبا عبر قوارب الفارين من مطرقة (الأسد) وسندان (داعش).
لقد باتت جميع الأطراف أقليمية ودولية الآن علي اقتناع بضرورة التوافق حول حل لهذه الأزمة النازفة.
اللاعبان الرئيسيان الولايات المتحدة وروسيا شبه متفقان حول المبدأ، وهما الآن بصدد التوافق حول التفاصيل، التي كانت محور مباحثات المبعوث الأمريكي الخاص إلي سوريا مايكل راتني الذي زار موسكو هذا الاسبوع.أما دول المنطقة، فلم تعد تحتمل هي الأخري الصبر علي هذه الأزمة، التي ولد من رحمها داعش وأخواته . وفي هذا الاطار، جاء التوافق المصري الروسي الأخير حول تشكيل جبهة موسعة لمواجهة الارهاب في الشرق الاوسط ليزيد من فرص اخماد الحريق السوري، عبر التكتل الاقليمي والدولي ضد (داعش) أولا، ثم المضي قدما في مسار سياسي، ومرحلة انتقالية، تفضي في النهاية إلي حل عادل ودائم. * بالأمس القريب كانت فرنسا، والآن روسيا. أتحدث عن تلك الرغبة الدولية المتسارعة لتعزيز العلاقات مع مصر، رغبة ترجمتها باريس إلي أفعال عبر تعاونها العسكري ودعمها السياسي الكبير للقاهرة، وأوجزها بوتين عندما خاطب السيسي قائلا: أعول كثيرا عليكم في حل أزمات المنطقة ومكافحة الإرهاب، وبلدكم في كل هذه القضايا صاحب دور مؤثر ومحوري.