الأخبار
حسين حمزة
مَن وراء أمناء الشرطة؟
لايختلف اثنان ان أمناء الشرطة هم العمود الفقري في المنظومة الأمنية وبدونهم يحدث خلل جسيم في الأداء.. لكن هذا لايعني تماديهم في ممارسة سياسة لي ذراع الدولة وفرض مطالبهم ـ غير المشروعة ـ وغير المنطقية علي الحكومة .. ويعبرون عنها بشكل استثار غضب المواطنين في كل ربوع مصر.. بعد ما حدث في مديرية أمن الشرقية الأسبوع الماضي.. وقيامهم بالاضراب الجماعي عن العمل علي مستوي كافة مراكز المديرية وغلق أبوابها بالجنازير لعدة أيام ومنع قيادات المديرية من دخولها بشكل يعكس حالة من الفوضي العارمة وعدم احترام المسئولية لطبيعة وظيفتهم الانضباطية.. وما اثار حفيظة الناس أن هؤلاء يتصرفون كما لو كانوا دولة مستقلة داخل وزارة الداخلية ـ يفعلون ما يشاءون في أي وقت يحلو لهم.. مواصلين استنزاف الدولة لجلب المزيد من المكاسب متناسين ما حصلوا عليه في أعقاب ثورة يناير من مكاسب مفرطة فاقت الحدود ـ خاصة ومصر كانت علي اعتاب ثورة جياع.. وتحقق لهم ما أرادوا من مكاسب كالغاء المحاكمات العسكرية وتخصيص مستشفيات لعلاجهم وأسرهم ـ وزيادة رواتبهم ثلاثة اضعاف بخلاف البدلات وترقية خمسة آلاف منهم وتسليحهم وتقليص مواعيد العمل.. وزاد من حدة غضب الرأي العام البيان الصادم الذي خرج عن وزارة الداخلية لتعلن فيه ان ما فعله أمناء الشرقية يمثل مطالب فئوية ولاينطبق عليهم قانون التظاهر فهل يعني هذا ان يسمح لكل موظفي الدولة أن يخرجوا جماعات لنفس السبب؟! إذن علي من يطبق قانون التظاهر؟.. ولماذا قررته الدولة؟ ليكون مجرد حبر علي ورق؟ هذا أمر غير مقبول... وغير منطقي.. ولايتناسب حتي مع الظروف التي تمر بها البلاد خاصة انهم ينتمون لجهة انضباطية تتعامل بالضبط والربط.. لا بالفوضي ولي الزراع.. والتطاول علي القيادات وتعطيل مصالح الناس.. والنيل من هيبة الدولة.. وبعد كل هذا يخرجون علينا بتصريحات غريبة تقول : مش كلنا حاتم! حاتم كان يفرض اتاوات علي البشر ويكرههم في عيشتهم ـ لكنكم تجاوزتم هذا الحد بكثير وتطاولتم علي الدولة وقياداتها وصدمتم شعبها ونسيتم ان بينكم عددا كبيرا يرتكبون أبشع الجرائم من قتل واغتصاب إلخ!

اللواء خالد يحيي مدير أمن الشرقية أكد لي أن هناك دراسة تجري لفحص مطالبهم ومعرفة حقيقة ماوراء هذه التجاوزات الخطيرة!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف