الأخبار
محمد الحداد
الحبيب المغفل
حين اطل عليها قالت له بهدوئها المعهود:

انا لم أحبك رغما عنك.. ولم اركض خلفك لانتزع قلبك منك.. بل انت سيدي من أعلنت حبك لي واسكنتني بقلبك

انت من أخبرتني بأن حبي هو اروع ما كان في أيام عمرك

انت من انتزعت مني كلمات حب لم تكن يوما لغيرك

ورحلت بي إلي عالمك لاحتويك بكياني وأحيا بدربك..

واليوم أراك سيدي ترحل بعيدا عني في صمت منك

وكانك تبحث عن مبرر للرحيل وتلقي اللوم علي قلبي لأنه أحبك.. فارحل سيدي فقلبي تعلم أن يكون من حبك أكبر.. وروحي التي سكنتك ستحيا دون حبك.. وكن مطمئنا سيدي فأنا من سارحل عنك معلنة اني قد أحببت وبالحب سعدت.. ولكنني في النهاية اخترت غيرك .. لم يفاجئه كلامها فعاتبته قائلة: إلي متي كلما نظرت إلي غد بأمل .. تملكني القلق وراودني ذلك التساؤل .. متي فرح قلبك فاكتملت فرحته... متي تمنيتني شيئا وأمام عينك أريتني نهايته.. وإلي متي يظل اليأس يقتل الأمل ويقيد حريته .. وتظل الإرادة حبيسة حلم ربما يوما أدركه.. ورغم اليأس احيانا فما زلت ارتقب غدي بثقة ويقين في قلبي احمله.. ودعوة إلي الله أن يغير حالي إلي أفضل من امنياتي فالله دوما لا شيء يعجزه.. نظر اليها في صمته المعتاد ولم ينبس ببنت شفة فقالت له في أسي بالغ:

في حضورك أغمض عيني.. تسالني متحيرا لماذا الا ترغبين في رؤيتي.. فاجيبك: عفوا سيدي.. فقد اعتدت في غيابك أن أراك بقلبي .. اعتدت أن أنظر في عينيك وانت غائب عني.. اعتدت أن أسمع صمت كلماتك بعيون قلبي..

فلا تطلب مني أن افتح عيني وانظر في عينيك وانت بالقرب مني.. فأنا أخشي أن تعود للغياب فافتقد أن أراك بقلبي كما افتقدك وانت أمام عيني. لم يجد ما يستطيع ان يرد به فبالرغم من علمها بكل تفاصيله الا انها مازالت تخبره ولو عالورق بما يعتمل في صدرها من مشاعر.. فصرخت بوجهه: يوما بعد يوم وإهمالا وراء إهمال وتجاهلا تلو تجاهل .. اعتاد قلبي منك الغياب.. نعم انه قلبي يحزن يتألم ويبرر بحنين الوجد والاشتياق.. يقرر الرحيل ثم يأخذه الحنين متسائلا عنك وما الأسباب.. وإلي متي.. فيكفي قلبي الشجن وليكن متحملا علي قدر الغياب.

هذا ما سطرته الدكتورة الرائعة أسماء فتحي بأناملها الذهبية معبرة عن واحدة من اروع حالات الحب السامي الراقي المتحضر الرومانسي المفرط في الامل والتفاؤل برغم غياب هذا الحبيب المغفل الذي لا يستطيع الا ان يحلم بها فقط ومن بعيد... هل تخرج تلك الاشعار الي النور قريبا.. نتمني ان نراها في ديوان يليق بكل هذا الحب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف