انتابتني سعادة غامرة.. وإحساس بالفخر واقشعر بدني عندما شاهدت اللاعب إيهاب عبدالرحمن يحمل علم مصر بعد فوزه بالميدالية الفضية ببطولة العالم في رمي الرمح المقامة بالصين.
أحسست أن هذا الشاب المصري الذي حقق انجازاً عظيماً وحصد أول ميدالية فضية في تاريخ مصر ببطولة العالم للعبة الرمح منذ انطلاقها عام ..1983 أحسست أن هذا البطل أفضل ألف مرة من نجوم كرة القدم الذين يحصدون ملايين الجنيهات بينما لم يحققوا شيئا لوطنهم..
البطل إيهاب عبدالرحمن لم يحقق انجازه بسهولة.. بينما اجتهد وتدرب وكافح.. وانتقل من بلدته كفر صقر ليسكن شقة بلا شبابيك وعلي الطوب الأحمر بعزبة الهجانة بالقاهرة.
النادي الأهلي احتضن البطل إيهاب.. حتي حقق انجازه التاريخي لمصر.. وقد شعرت بالفرحة الغامرة.. مثل آخرين شاهدوه عبر شاشة التليفزيون وهو يلقي برمحه لمسافة 88.99 متر.. وقد أعجبني الكابتن والاعلامي أحمد شوبير الذي حرص علي تسليط الأضواء علي البطل إيهاب وقصة كفاحه.. لأن الاعلام دائما يركز فقط علي نجوم كرة القدم ويترك النجوم والأبطال في الألعاب الأخري..
وأعجبني أحمد شوبير أيضا عندما استضاف قدامي كرة القدم بنادي السكة الحديد النجوم الكبار نخلة وكمال عتمان وفوزان الذين أمتعوا المشاهدين بحكايات كروية عندما كان نادي السكة الحديد من أقوي الأندية.. وكيف كان ينتظر هؤلاء رغيف الكفتة بعد الفوز في المباراة.. وكيف كانوا يركبون القطار "تسطيح" عقب انتهاء المباراة التي تكون خارج القاهرة وعندما حققوا فوزا غاليا صرف لهم النادي ورقة ب 5 جنيهات.. أصروا علي التصوير معها..
حكايات تؤكد أن هؤلاء النجوم كانوا يعشقون لعبة كرة القدم كما يعشقون الوطن.. علي عكس نجوم الكرة حاليا الذين يحصدون ملايين الجنيهات وبعضهم لا يعنيه الوطن..
للأسف الاعلام.. يسلط الأضواء علي كرة القدم فحسب.. و"ينفخ" في لاعبين صغار.. ويصنع منهم نجوما.. بينما يتجاهل أبطالا في الألعاب الأخري الشهيرة هم أحق بالأضواء والنجومية.
عموما.. أحمد شوبير لجأ للطريق الصائب.. وأتمني أن يسير علي هذا النهج لتسليط الضوء علي أبطال ولاعبين ظلمهم الإعلام المصري بدلا من التركيز علي نجوم لا يستحقون الاهتمام.. أو تصديع الرءوس بأخبار وحكايات تافهة عن انتقال لاعب من ناد لآخر..
تركيز الأضواء علي بطل مصري عالمي مثل إيهاب عبدالرحمن وأمثاله.. ربما يدفع الأطفال ويشجع الشباب لممارسة ألعاب غير كرة القدم التي أصبحت هي اللعبة التي تتطلع إليها كل أسرة علي أمل أن يصبح ابنها نجما ويحصد الملايين.. والشهرة في أسرع وقت.
بصراحة. ما حققه إيهاب وحده لمصر أفضل ألف مرة.. من فريق كرة فاشل.. أو نجوم عيونهم علي المال فقط.