محى السمرى
زيارات مرتقبة لدول النهضة الاقتصادية
انتهت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي موسكو وعاد بسلامة الله إلي ارض الوطن.. محققا بها الاهداف التي ذهبت من أجلها.. والمعروف طبعا ان زيارة الرئيس لروسيا لم تكن الزيارة الاولي ولكن سبقتها لقاءات أخري متعددة.. وكل لقاء منها له أهمية وله دواعيه وأسبابه وكلها تدور حول العلاقات المشتركة والمصالح المتبادلة والتعاون الثنائي في مجالات متعددة خاصة في الطاقة والصناعة والاقتصاد وغيرها.
والعلاقات المصرية - الروسية علاقات قديمة ومنذ تبادل العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي بدأت في الأربعينات من القرن الماضي وهي تسير قدما وفق قواعد الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق.
وفي نفس الوقت فإن الشعب المصري خاصة - العواجيز أمثالنا - لاينسي المبادرة الروسية في الستينات عندما استجابت الحكومة السوفيتية في ذلك الوقت لطلب الحكومة المصرية بارسال شحنات من القمح الي مصر وامرت بعض السفن وكانت تحمل قمحا بنقله فورا الي ميناء الاسكندرية بدلا من ذهابها الي احد الموانيء الروسية.
كذلك لاينسي الشعب المصري.. المواقف الروسية البناءة مع مصر في الخمسينات.. ولهذا فمن الطبيعي ان تحقق زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي النجاح الذي ينشده ويتوقعه ابناء مصر.
وفيما نعلم .. وكما أعلن.. ان هناك دعوات رسمية للرئيس لزيارة الصين واندونيسيا وسنغافورة وهذه الدول التي سيزورها الرئيس لها كلها أهمية كبري.. فالصين مثلا وقد زرتها عدة مرات.. تنطلق بسرعة الصاروخ في المجالات الصناعية والتجارية والاقتصادية واتذكر ان أول زيارة لي كانت في نهاية الثمانينات أو أول التسعينات من القرن الماضي.. وكانت وسيلة المواصلات الرئيسية في بكين العاصمة هي الدراجات ويستخدمها معظم طبقات الشعب الصيني.. وكان استخدام السيارات الملاكي محدودا للغاية.. وبعد نحو عامين تقريبا سافرت اليها مرة ثانية.. وجدت الدنيا هناك غير الدنيا.. حلت السيارات محل الدراجات وصارت اعدادها ضخمة جدا.. ولكن كانت حركة المرور مرتبكة تماما لان الصينيين لم يكونوا قد تعودوا بعد علي القيادة.. وكذلك لم يتعودوا عبور الطرق.. ولذلك كانت حوادث المرور كثيرة ولكن لم تستمر فوضي المرور كثيرا حيث تم اصدار قوانين سريعة.. والتزم الجميع بها.
واتذكر ان الصين قررت انشاء طريق طوله اكثر من 30 كيلو متر من المطار الي المدينة.. والمدهش انه تم الانتهاء منه في 90 يوما فقط.
والواقع ان تطور الصين هو تطور عملاق ولهم باع طويل في الصناعة التي تقوم علي الابحاث والدراسات والاختراعات الجامعية.. بالاضافة الي ذلك اتبعت الحكومة اجراءات صارمة وقوانين جادة تطبق بلا تهاون أو استهتار.. من هنا انصلح حال العمل والعمال واصبحت الصناعة الصينية لامنافس لها وغزا الانتاج الصيني كل بلاد العالم.. واصبح "التكيت" الملصق علي أي صناعة مكتوب عليه صنع في الصين.. بصراحة الصين كنز في المعرفة التجارية والصناعية.
ومن الدعوات الرسمية التي أعلن عنها ايضا زيارة الرئيس لدولة سنغافورة.. وسنغافورة من الدول عظيمة الشأن صاحبة التجارب الاقتصادية التي حقق لها دخلا يفوق دخل الدول الصناعية المتقدمة.
فهي مجموعة جزر وتتمتع بمركز جغرافي متوسط.. وقد استغلت سنغافورة هذا المركز واعتمدت علي أعمال التخزين للسلع المختلفة والتي تأتي اليها من الشرق.. ثم يعاد تصديره الي الغرب أو العكس وقامت ايضا بالتوسع في الاستيراد وتخزين ايضا ثم يعاد بيعه علي اساس التجارة العابرة.
كما قامت ايضا بمنح قطع اراض صناعية للشركات اليابانية لكي يتم تصنيع المنتجات اليابانية علي ارض سنغافورية.. فيكون سعر المنتج الياباني ارخص في سنغافورة عن الاسعار للمنتج علي الارض اليابانية كما ان هناك فرصة لتقريب المسافات للدول المستوردة للمنتجات اليابانية وبصفة عامة فان سنغافورة استطاعت عندما استقلت عن انجلترا وتولي رئاسة الجمهورية واحد من الشعب السنغافوري استطاع ان يقضي تماما علي تعاطي المخدرات وايضا علي تجارتها.. ويقولون ان الحاكم جمع كل المتعاطين للمخدرات ووضعهم في جزيرة من الجزر واغدق عليهم المخدرات لكي يتعاطونها بكثافة.. حتي ماتوا كذلك كانت احكام الاعدام تنفذ فورا مع كل التجار وبذلك تم القضاء علي التعاطي وايضا علي التجارة.
واهتمت الحكومة ايضا بالنظافة.. وان العقاب صارم لكل من تسول له نفسه القاء حتي قطعه ورق أو عقب سيجارة في الطرقات.. وبالتالي كانت الشوارع لامعة نظيفة.. لاتوجد ورقة ولاعقب سيجارة في الطريق.
بصراحة قد يكون هناك بعض التشابه بين سنغافوره وقناة السويس بالنسبة للموقع الجغرافي وايضا بالنسبة لاقامة المشروعات الاستثمارية.
وهناك دولة اخري وجهت الدعوة للرئيس السيسي.. هي اندونيسيا.. الدولة التي شاركت مصر في الخمسينيات من القرن الماضي في انشاء مؤتمر باندونج حيث عقد اول مؤتمر في مدينة باندونج الاندونيسية وكذلك كانت من أكبر المساهمين للدعوة إلي دول عدم الانحياز واندونيسيا كما هو معروف بلد منتج للبترول وعضو في منظمة الاوبك.
اردت ان القي بعض الضوء علي هذه الدول التي سيزورها - بإذن الله ـ الرئيس عبدالفتاح السيسي وكل دوله منها صعدت السلم بسرعة الي النهضة الاقتصادية وعقبالنا يارب.