عصام سليمان
ابن البلد .. "بيقراها صح" !!
ابن البلد يقرأ اللقاء الخامس والقمة الرابعة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين بمفهوم تلقائي يعبر عن الرغبة الكامنة والطموح لدي جموع المصريين في الخروج من عباءة الهيمنة الأمريكية علي مقدرات الشعوب بالمنطقة..وهي الهيمنة التي عانينا منها وبسببها الكثير.. ومازلنا.
لسان حال المصري البسيط يقول: الحمد لله أن هدانا للخروج من هذه العباءة التي روج لها البعض علي مدي عقود من الزمان.. وأفهمونا أن أمريكا هي بابا وماما وكل شيء في حياتنا.. وأن 99% من أوراق حل قضايانا وقضايا المنطقة بيدها وحدها وأننا يجب ألا نلتفت يميناً أو يساراً إلا بالإذن والاشارة والموافقة من جنابها حتي لا نفقد رضاها عنا ولا نستثير غضبها علينا!!
تناسي هؤلاء أن كل ما نعاني منه وتعاني منه المنطقة هو بفعل فاعل أمريكي يجد مصالحه العليا في هذا التشرذم وهذا الاقتتال.. وأعتقد أنه ليس بمصادفة أبداً أن يكون زعيم ما يسمي بتنظيم داعش في كل من العراق وليبيا شخصين مسجونين لدي أمريكا في معتقل جوانتانامو.
ولن نعيد الكلام عن غزو العراق وتدميره بفرية كاذبة حول امتلاك سلاح نووي.. ولن نذكر بالحديث عن الفوضي الخلاقة التي أطلقتها كونداليزا رايس وزير الخارجية الأمريكية منذ سنوات أو برنامج الشرق الأوسط الكبير الذي يتم الترويج له.. ولا القول بأن القضاء علي تنظيم داعش يحتاج إلي سنوات.. في الوقت الذي نري فيه كم السلاح والعتاد والمال الذي يتدفق علي هذا التنظيم الملعون لدعم جرائمه في المنطقة.. وفي ذات الوقت يتم منع تزويد الجيش الليبي بالسلاح!!
نماذج وأفعال كثيرة تؤكد أن أمريكا لا تريد خيراً بالمنطقة.. تشجع الاقتتال وتستفيد من بيع السلاح لهذا وذاك.. ولذلك فهي لا تريد أن تتجه مصر رمانة الميزان في المنطقة إلي قوة أخري لتنسيق المواقف وإعادة التوازن لما يجري فعله بنا في ظلام!!
قمة السيسي ــ بوتين الأخيرة ركزت علي مكافحة الإرهاب ووضع استراتيجية لمواجهته.. وكذا تنسيق المواقف فيما يتعلق بالأزمات في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق فضلاً عن انجاز الملف النووي والبدء في مشروعات تنموية كبري بمنطقة قناة السويس وتوثيق العلاقات التجارية والصناعية بين البلدين إضافة إلي التعاون العسكري في مجال التسليح والتدريب.. وهي أمور تحقق حلم المصريين في استقلال الارادة والتحرك بحرية لتحقيق الصالح العام لمصر والمصريين وأيضاً علي المستوي الاقليمي والدولي لضمان الاستقرار في المنطقة التي يلعب فيها الكبار لتحقيق أطماعهم وأغراضهم حتي لو داسوا علي رقابنا.. وآن الأوان لنقول لهم.. كفاية "كش ملك"!!
لسان حال المصريين سعيد كل السعادة بهذا التحرك لمواجهة الفوضي الخلاقة ودعاة ورعاة نشر الفتن وتغذية القلاقل بدول المنطقة تحت غطاء حرية التعبير وحماية حقوق الإنسان.. والإنسانية منهم ومن أفعالهم وأغراضهم بريئة براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
دعاء من القلب بمزيد من التقدم علي الطريق الصحيح والسليم لرسم معالم مستقبل مشرق نحلم به ونتمناه في زمن قياسي لنعوض ما فات.. وبإذن الله يتحقق بإرادتنا وقوتنا وأفعالنا علي أرض الواقع.
قولوا يارب.