أشعر بالتفاؤل حول شكل ومكونات البرلمان القادم. سبب تفاؤلي ارتفاع مستوي الوعي السياسي لدي معظم المواطنين. هناك شبه إجماع علي تطهير الحياة السياسية من رجال مبارك ورجال الإخوان علي حد سواء، والمتحولين الذين يلعبون علي كل الحبال، لتحقيق منافع خاصة. لن تجد من يختار أي شخص من نظامي مبارك ومرسي. فالشعب يريد طي صفحة العهدين المستبدين اللذين جرا الوبال علي مصر. لن يكون للزيت والسكر الاخواني أي دور مؤثر، وإن كنت استبعد اختفاء تلك الرشوة الانتخابية تمامًا، وكذا لن يكون لأموال رجال أعمال عهد مبارك أي تأثير، رغم ارتفاع معدل الفقر، ومعاناة الملايين من ارتفاع تكاليف المعيشة.استشعر من خلال أحاديثي مع الناس العاديين، من مختلف المهن والطبقات، أن انتخاب برلمان نقي خال من الحرامية وتجار الدين والمنافقين وتجارالمخدرات أصبح مطلبًا ملحًا بعد ثورتين. لن يسمح الشعب بعودة أو استمرار الوجوه الكريهة المملة خاصة في المجالين السياسي والإعلامي، فقد أيقظت ثورتا 25 يناير و30 يونية الأغلبية من الصمت الطويل. لن يتقبل أحد عودة عقارب الساعة إلي الوراء، أو استمرار الفساد الفج والشللية ونهب المال العام. مطلب الجميع بات واحدًا. المساواة بحق والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة.
هذا الكلام سوف يزيد الفلول من أتباع مبارك الفاسد ومرسي الدلدول إصرارًا علي بقاء الحال علي ماهو عليه حتي تتاح الفرصة لحزب الانتهازيين - سواء كانوا بلحي أو بدون لحي - لاستغلال الشعارات الخادعة حينًا والدين حينًا آخر، للحفاظ علي مكاسبهم التي حققوقها خلال العهدين. لكنني علي ثقة أن الشعب الكادح لن يرضي بأقل من مجلس نواب حقيقي خال من الأفاقين والمفسدين وإلا سيكون الثمن - لاقدر الله - فادحًا.