التحرير
فريدة الشوباشى
استراتيجية الشلل..
يقول المثل «وقوع البلاء ولا انتظاره»، أى أن ما هو أسوأ من الأذى هو البقاء فى حالة ترقُّب حصوله، وكأننا أُصبنا بالشلل، فلا عمل ولا إنتاج ولا تفكير ولا ابتسام، انتظارًا للبلاء المعلن.

ومنذ خلع جماعة الإخوان الإرهابية عن الحكم، وهى لا تدّخر وسعًا فى تعكير حياة المواطنين، وإحباطهم بكل مفردات الويل والثبور وعظائم الأمور ، وإشاعة قدر هائل من النكد، بطاقة فاقت بمراحل، أضعاف أضعاف، قدرتها على الحكم، كما أثبتت تجربتنا المريرة معها.. قالت الجماعة: يا نحكمكم، يا نقتلكم! ظنًّا منها أنها ستفرض المخطط الذى كلفها الأعداء بتنفيذه فى مصر، بهذا التهديد الخائب، والذى إن دل على شىء فإنما يدل على أن جماعة الإخوان وأتباعها، وأيضًا مَن ولاها، فشلوا فشلًا ذريعًا فى فك الشفرة المصرية وأثبتوا يقينًا، أنهم لا ينتمون إلى هذا الشعب. والأمر الذى يستعصى على فهم الأغلبية الساحقة من المواطنين، وأنا منهم، هو اعتقاد أو توهُّم هذه الجماعة، بأن إرهابهم سوف يجعل المصريين يفتحون أذرعتهم عن آخرها، فرحًا أو حتى استسلامًا، لمَن يزرع الموت أينما حل، والذى يستهدف فى المقام الأول الدولة المصرية، بتقويض مؤسساتها العريقة، وعلى رأسها جيشها العظيم بتاريخه الوطنى والقومى الناصع، والشرطة بما تمثّله من رمز لهيبة الدولة وحضورها وتصديها للعناصر الإجرامية الفاسدة، وبطبيعة الحال، القضاء الساهر على تطبيق العدالة، حيث لا تعترف هذه الجماعة بالعدالة، إلا ككلمة جامدة فى خانة الإعلان عن حزبهم؟! الحرية والعدالة! تفتق ذهن الجماعة إذن عن استراتيجية شيطانية، لم تشهد مصر لها مثيلًا، وهى وضع البلاد فى حالة انتظار لفعل الإخوان القادم، فتارة الإعلان عن خروج الملايين، لدعم الشرعية؟ ظنًّا منها، أنها تضمن بذلك، إصابة كل مناحى الحياة بالشلل، خصوصًا وقد شاهد المواطنون قدرة الإخوان الوحشية تجاه مَن يخالفهم، كما سجَّلت أحداث الاتحادية والاعتصامات المسلحة فى رابعة و النهضة ..

وفى الإطار نفسه، تتوزَّع أعداد قليلة من تلك الجماعة، على جميع أو معظم المحافظات، لزرع قنبلة يدوية هنا أو هناك، مع استهداف وسائل النقل العام، التى تعرف الجماعة، يقينًا، أن وحده الشعب الكادح، مَن يستخدمها.. أيضًا تطلق الجماعة تهديدات ضد المؤسسات والسفارات الأجنبية، من شاشات تليفزيونية، لا نسمع صوتًا يجرِّم أو يدين مَن يؤويها، فتوقف مظاهر الحياة وتبث القلق فى قلوب الأجانب، فإذ بهم يلغون مشاريعهم فى مصر، سياحية كانت أو استثمارية!

وبالطبع فإن الإعلام، المحلى والعالمى، الذى يطنطن لبيانات الإخوان وينشرها على أوسع نطاق ممكن، لا يكلِّف نفسه عناء الإشارة إلى أن بياناتهم تلك، كانت كلها فشنك ، أى فقاعات فى الهواء، وهو ما تنبَّه إليه قطاع واسع من المصريين، فلم يعد معظمهم يولى ادعاءات الإخوان وأكاذيبهم، و.... خيبتهم..

أى اهتمام أو يوليهم أى مصداقية، إذ كيف يُعقل أن يتصوَّر أحد، صلاحية جماعة، تطمع فى العودة إلى حكم مصر، فى وقت ذهب فيه عدد من قيادتها يتسوَّلون تدخُّل الولايات المتحدة الأمريكية، لإعادتهم إلى الحكم؟.. والأكيد أنهم فشلوا كذلك فى قراءة ثورة يونيو وما فعلته بالمخطط الأمريكى..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف