هل كان لابد أن يعدم تنظيم داعش الإرهابي الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقاً وهو حي لكي يخرج علينا شيوخنا الأفاضل من كل حدب وصوب بالبيانات والتصريحات الصحفية وعبر الفضائيات ليكشفوا زيف الفتاوي والوقائع التي استند إليها داعش في تبرير جريمته القذرة..؟؟
هل كان لابد أن يدفع ابننا معاذ حياته بهذا الشكل الهمجي اللاإنساني ليتحرك شيوخنا الأجلاء ويفندوا فتوي ابن تيمية وغيره ويبرئوا أبا بكر الصديق وخالد بن الوليد من تهمة حرق الأعداء في حرب الردة وكأن هذه الفتوي ظهرت أمس فقط أو كأن حرب الردة انتهت منذ ساعات وليس قبل أكثر من 1400 سنة..؟؟
يا شيوخنا الأفاضل.. إن داعش قد استند في جريمته ضد الكساسبة وفي كل الجرائم التي يرتكبها بقطع الرءوس إلي آيات قرآنية أي إلي مصدر قطعي الدلالة قطعي الثبوت وهي تنص صراحة علي القصاص مثل: "وجزاء سيئة سيئة مثلها".. و"من عمل سيئة فلا يجزي إلا مثلها".. و"وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص".. و"لكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" وغيرها.
وداعش - يا شيوخنا الأفاضل - استند ايضا في جريمته وكل جرائمه إلي فتاوي ووقائع باطلة تدرس للأسف في الأزهر رغم فسادها خاصة المزاعم بأن أبا بكر الصديق أحرق الفجاءة السلمي وأن خالد ابن الوليد أحرق رأس خالد بن نويرة.. بل ووصل الشطط والخبل العقلي إلي أن هذه الفتاوي والوقائع المفبركة اتهمت الرسول الكريم شخصياً بأنه كان يحرق أعين أعدائه وأن علياً بن أبي طالب أحرق الغلاة الرافضة الذين اعتقدوا فيه الألوهية وأن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أحرق عبدالرحمن بن ملجم قاتل عمه كرم الله وجهه رغم أن الرسول نفسه نهي عن حرق الإنسان وقال "إن النار لا يعذب بها إلا رب النار".
من هذا المنطلق المختل حرم شياطين داعش الكساسبة من الأكل خمسة أيام ثم احرقوه بالنار زاعمين أنه ضرب رجالهم في الرقة السورية بالقنابل فحرمهم من الأكل وحرقهم فكان لابد أن يقتل بنفس الطريقة علي حد زعمهم.. !!
أين كنتم يا شيوخنا الأفاضل منذ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عندما طالبكم الرئيس السيسي بثورة دينية؟؟.. لم تفعلوا شيئاً إلا بعد أن وقعت الواقعة وظهر معاذ الكساسبة وهو يحترق داخل قفص حديدي مرفوع الرأس وفي ثبات يحسد عليه وكأن الله عطل حواسه فلم يشعر بالنار فبدأنا نسمع أصواتكم في تفنيد الفتاوي المضللة والوقائع المزيفة دون أن تتساءلوا: من داعش هذا أصلاً حتي يقيم الحدود ويقتل هذا ويمنح الحياة لذلك؟؟.. من أعطاه الحق فيما يفعل رجاله المجانين؟؟.. من ولاهم أمر المسلمين ليقتلوا المسلمين والأقباط والمجوس ومن لا دين له أصلاً دون المساس باليهود فقط؟.. ما السر في ذلك؟؟.. هل كل هذا مسكوت عنه لديكم..؟؟
إن الثورة الدينية التي نادي بها الرئيس لا تعني أبداً "ردود الموقف" بل هي ثورة علي التابوهات المحرم الاقتراب منها وتغيير المناهج في الأزهر جامعة ومعاهد.. والأهم الثورة علي الفكر الجامد الاستاتيكي المتعصب والذي وصل إلي مرحلة التحجر.
افيقوا يا شيوخنا واعلموا أن الأمر جد خطير وأن أعداءنا يحاربوننا بأيدينا وبرجال ينتمون إلينا ولو زوراً وبدين تفصيل نشاركهم في تفصيله بغباء وانغلاق.. وبالتالي.. فإن تعرية هذا الدين التفصيل هي مهمتكم أنتم وستحاسبون عليها في الدنيا والآخرة.
ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد