اننا نعيش هذه الأيام موسما ايمانيا جليلا يضوع بالايمان.. وتفوح منه شذا الذكريات.. واريج النفحات.. وعبير العظات.. واعني به موسم "اللقاء الانور والمؤتمر الاكبر: عن الحج الاكبر" وبخاصة ان فيه جلالا هو من صافي الاسلام. وجمالا هو خالص الهدي. واشراقا هو من صريح النور. واحكاما من تأملها استشف بنور قلبه التوقير المعظم للعلي الاعلي سرا وجهرا. والتعظيم الموقر لشعائره الجليلة قلبا وقالبا. وهكذا اذا اردنا ان نتأمل في "مدرسة فريضة الحج الكبري" سنجد فيها من شائق الدروس ما تقوي به فتور القلوب وتستقيم به نزعات النفوس:
أولا :
ان الحج هو : لغة القصد الي معظّم. وشرعا اعمال مخصوصة تؤدي في زمان مخصوص ومكان مخصوص علي وجه مخصوص. وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة والاجماع. وفي العمر مرة واحدة لمن استطاع إليه سبيلا. وفي ضوء كل من توافرت فيه شروط وجوبه وشروط صحته واركانه وواجباته وسننه ومندوباته ومكروهاته ومحرماته. قال تعالي "ولله علي الناس حج البيت لمن استطاع اليه سبيلا. ومن كفر فإن الله غني عن العالمين" سورة آل عمران .97
ثانيا :
ولقد رغب ربنا الاعلي والشارع في أداء فريضة الحج واليك بعض ما ورد في ذلك:
- عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله اي الاعمال افضل؟ قال "ايمان بالله ورسوله" قيل ثم ماذا قال "ثم جهاد في سبيل الله" قيل ثم ماذا؟ قال "ثم حج مبرور" اي الحج الذي لايخالطه اثم.
وعن عائشة رضي الله عنها انها قالت يارسول الله: تري الجهاد افضل العمل افلا نجاهد لكن افضل الجهاد : "حج مبرور" قالت فلا ادع الحج بعد اذ سمعت هذا "رواه الشيخان".
- وعن عمرو بن العاص قال: لما جعل الله الاسلام في قلبي اتيت رسول الله فقلت: ابسط يدك فلأبايعك قال: فبسط فقبضت يدي: فقال مالك ياعمرو؟ قال اشترط قال تشترط ماذا؟
قلت ان يغفر لي قال: اما علمت ان الاسلام يهدم ما قبله وان الهجرة تهدم ما قبلها وان الحج يهدم ما قبله "رواه مسلم".
- روي الشيخان "البخاري ومسلم" عن ابي هريرة قال: قال رسول الله "العمرة الي العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة".
وللحديث بقية