المساء
عبد المنعم السلمونى
زيارة بوتين لمصر
سوف تظل مصر قبلة لزعماء العالم.. ومركز الثقل في منطقة الشرق الأوسط.. اقتصاديا.. وسياسيا.. وعسكريا وعلي كل المستويات. رضي البعض أم لم يرض.
تستقبل أرض الكنانة بعد غد. ضيفا كبيرا وصديقا عزيزا هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمقرر أن يجري مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي حول تطوير سبل التعاون الاقتصادي والسياسي والملفات الأمنية بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة.
وليس بالغريب ولا بالكثير علي مصر ان يأتي لزيارتها رئيس دولة عظمي بحجم روسيا كي يلتقي بالقيادة المصرية لتنسيق المواقف المشتركة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق مصالح الشعبين المصري والروسي.
وتأتي زيارة ضيف مصر الكبير وسط ظروف دولية واقليمية بالغة التعقيد.. المنطقة تتعرض لطعنات غادرة تمزقها بلا هوادة.. إرهاب لا يعرف حدودا جغرافية ولا اخلاقية ولا دينية.. أزمة مالية تمسك بخناق العالم كله.. بطالة عالية تنتشر بامتداد الكرة الأرضية في اتجاهاتها الأربعة ونظام دولي يحاول فيه البعض فرض سيطرته وبسط نفوذه بأي وسيلة دون اعتبار لمبادئ أو أخلاقيات!!
من هنا تأتي حساسية وأهمية زيارة بوتين التاريخية خصوصا واننا في مصر نعاني من مشكلات كثيرة ومتشعبة نسعي للتغلب عليها كما ان روسيا لديها مشكلاتها مع الغرب بسبب الأزمة الأوكرانية وبالتالي تسعي لتوطيد علاقاتها مع مصر وغيرها من الدول لتخفيف حدة الضغط والحصار الاقتصادي الغربي المفروض عليها.
الزيارة سيكون لها مردود ايجابي كبير علي الاقتصاد المصري.. سواء بزيادة تصدير المنتجات الزراعية المصرية لروسيا أو توفير موارد الطاقة التي تمثل عقبة كبيرة أمام انطلاق عجلة الانتاج بالمصانع وتؤرق المواطن بانقطاع التيار الكهربائي وتمثل الصفقة التي يوفر بمقتضاها الجانب الروسي امدادات الغاز لمصر حتي عام 2020 خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
يضاف لما سبق ما نشرته الصحف حول حصول مصر علي مليار ونصف المليار دولار قروضا من روسيا قبل انعقاد القمة الاقتصادية بشرم الشيخ من أجل اقامة محطة نووية لانتاج الطاقة الكهربائية.
والمبادرة الروسية بتوفير الغاز واقامة المحطة النووية في هذا التوقيت وقبل انعقاد قمة شرم الشيخ تعطي دلالة لا تخطئها عين بأن مصر لن تخضع لأحد مهما كان ولن ترهبها الضغوط. وأننا ماضون في طريقنا لا تثنينا عن هدفنا عقبات أو معوقات.
وربما كان وصول وفد أمريكي أول أمس ولقاؤه بالرئيس السيسي قد جاء انعكاسا واستباقا لزيارة بوتين سعيا من واشنطن لإصلاح ممارساتها تجاهنا.. ويحتمل أيضا أن زيارة الوفد الأمريكي تأتي في سياق الصراع الروسي الغربي وسعي كل طرف نحو اكتساب الاصدقاء والحلفاء علي حساب الآخر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف