المساء
سامى عبد الفتاح
قمة "الاستعباط"
وكأنك يابوزيد ما غزيت.. دخلنا في الدور الثاني لمسابقة الدوري. مع قرار السماح بحضور الجماهير في المباريات بعد غياب 3 سنوات.. وبعد ان بوسنا أيدي ورأس الداخلية كي توافق إذا ببعض الأندية ترفض حضور الجماهير. خاصة في المباريات التي يكون فيها الفريق الضيف صاحب شعبية مثل مباراة اتحاد الشرطة مع الأهلي اليوم.. ومن الغريب ان اتحاد الكرة وافق علي هذا الطلب للأندية التي طلبت ذلك. وهي أندية تفتقد للشعبية وهي للأسف صاحبة الأغلبية في قائمة أندية الدوري ا لممتاز هذا الموسم.. فكأن قرار عودة الجماهير للملاعب لم يكن ولم يصدر أصلا. بعد ان جمدته مجموعة الأندية الفاقدة للشعبية وللثقة.. وبصراحة لا أجد مبرراً واحداً لموقف هذه الأندية. اتحاد الشرطة أو غيره.. بل أري ان أصحاب القرار في هذه الأندية يجنون علي فرقهم ولاعبيهم. لأن هؤلاء اللاعبين سيعتادون علي المدرجات الفارغة والمباريات السرية. ولن يكتسبوا قدرة اللعب تحت الضغط الجماهيري.. وبالتالي لن يرتقوا أبداً الي مستوي اللاعب المكتمل القدرات. التي تؤهله إلي أن يكون لاعباً دولياً. ومن النوع القادر علي المشاركة في صناعة البطولات. خاصة ان من بين هذه الأندية من سيلعب بعد شهور قليلة في بطولتي أفريقيا للأبطال والكونفدرالية.. فكيف سيكون الحال في الملاعب الأفريقية الملتهبة.. وهل سيطلبون أيضاً عندما يلعبون في مصر عدم حضور الجماهير المصرية. لأنهم اعتادوا علي اللعب في سرية.. منطق غريب وساذج جداً!
لن أطالب اتحاد الكرة باتخاذ قرار يجبر الأندية علي قبول الوجود الجماهيري -خاصة أنه محدود- بل المطالبة ستكون للأندية نفسها بأن تقدم علي هذا الخطوة. والتراجع عن مطلبها السابق لإعادة الحياة الي ملاعبنا وحتي يكون الحضور الجماهيري بمثابة دخل يعينها علي مصروفاتها الكبيرة.. لا نريد أن نعاقب جماهيرنا التي صبرت طويلاً علي قرار المنع لدواع أمنية.. أما ان يستجد المنع لأسباب غير مفهومة. فهذا هو الظلم بعينه. وتلاكيك لا معني لها. لأنه من المتوقع ان يكون الموسم المقبل بحضور جماهيري من بدايته. كما ان الأصل هنا هو هذا الحضور.. فلا معني لكرة القدم بدون جماهير والاصرار علي غير ذلك هو قمة "الاستعباط".. كما ان صبر الجماهير غير مضمون. وغضبها لن يكون مأموناً.. والفريق أو المدرب الذي يخشي الجماهير. لا يصلح أن يلعب في الدوري الممتاز. لأنه دوري الكبار.. وحتي لا تتجزأ وتختلف المواقف والمبادئ.. أطرح سؤالاً علي سبيل المثال: ماذا لو وجد خالد القماش مدرب الشرطة الحالي. فرصته لتدريب الاسماعيلي.. فهل سيطلب وقتها منع الجماهير عن مباريات الدراويش.. يا ريت نجيب بضمير!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف