محمد نور الدين
من الآخر .. الخارجون.. عن الصف..!!
يبدو أن "الوطنية" عند البعض.. مجرد شعار رنان.. غير قابل للتطبيق العملي.. من السهل نطقه ومن الصعب فعله.. ولابد من اجهاضه وتعطيله.. طالما يتعارض مع مصالحهم الشخصية. وينال من مآربهم الذاتية.. ويتصدر للانا والنرجسية..!!
واضح ان الانتماء والولاء.. في نظر عدد من الفئات والتيارات عبارة عن كلمات فضفاضة.. تصلح للمناظرات والخطب فحسب.. لكن ان استدعت التضحية والعطاء.. وفرضت إعلاء الصالح العام.. وقضت بتنحية أي مطالب فئوية جانبا.. عندئذ تتبخر تلك الكلمات.. وتصبح لا معني ولا قيمة لها عند العناصر التي اعتادت الجشع والطمع.. وكبرت واستوحشت علي حساب مصالح الملايين!!
لقد عادت الاحتجاجات والاعتصامات تطل برأسها من جديد.. في وقت يحتاج فيه الوطن الي الاصطفاف والاتحاد.. لكن الانا وضعف الولاء والانتماء لهما فعل السحر علي العابثين.. الأمر الذي دفع بحفنة من أمناء الشرطة لكي يخرقوا القوانين. ويغلقوا الأقسام في الشرقية. ويمنعوا قادتهم من مزاولة الأعمال.. رافعين مطالب تعجيزية.. مستهدفين شق الصف. ساعين لنشر الفوضي!!
الغريب.. ان قادة المحتجين لهم تاريخ حافل بالمخالفات والفضائح.. وسبق ادانتهم في قضايا جنائية وسلوكية.. وسمعة معظم المشاركين في التطاول.. يشوبها التجاوزات والاساءات.. والأيادي التي اعتدت وحطمت ليست فوق مستوي الطهارة والنزاهة!! ويكفي أن هناك أكثر من 12 ألف أمين شرطة عادوا للخدمة بقرارات عشوائية خلال فترات الانفلات الأمني.. رغم ان فصلهم جاء لارتكابهم أفعالا لا تتناسب مع أمانة ومكانة رجل الشرطة..!!
في نفس الوقت.. علت نبرات الاعتراض من العاملين والموظفين.. علي قانون الخدمة المدنية.. رغم انه وضع ليقر المساواة.. ويحقق العدالة.. ويحفظ المكاسب ويصون الحقوق.. ويقضي علي أوجه الفساد.. ويمنع الواسطة والمحسوبية.. الا ان أفواه الطمع والأنانية.. وتنابلة الخمول والكسل رفضوا ويطالبون ببقاء الوضع دون تغيير أو تطوير.. مادام الأمر يستلزم ايقاظهم من السبات.. ويدعو الي مضاعفة الجهد. وبذل العطاء.. وابداء الاخلاص والتفاني..!!
انتقلت "العدوي" إلي عمال بعض المصانع.. وأيضا طلاب الثانوية المعترضين علي قرارات الوزير الخاصة بتنظيم العام الدراسي القادم.. وكذلك موظفو المحليات الرافضون لأي تحديث ينال من وضعهم وسيطرتهم.. لتتفاقم وتنتشر ظاهرة المطالب الفئوية.. بعد أن ظن الكثيرون أنها ذهبت بلا رجعة..!!
بالتأكيد.. هناك عقول وأياد تخطط وتعبث للنيل من استقرار الوطن.. وللأسف تستجيب لها بعض الفئات والتيارات.. سواء عن دراية أو جهل.. وبالتالي يجب علي المعترضين والمعتصمين أن يدركوا حجم التحديات الشرسة التي تواجه الوطن.. ويقدروا الظروف الراهنة.. ويعلموا جيدا أن مشوار البناء قد بدأ.. وينبغي الصبر والتريث والتحمل.. ولينظر كل منهم الي أناس يعانون شظف العيش.. ولا يملكون أبسط مقومات الحياة الكريمة.. ومع هذا.. صابرين.. صامدين.. حتي تأتي الانفراجة..!!
ان الاعتصامات والاحتجاجات مشروعة.. لكن لابد من تأجيلها.. حتي تمر فترة البناء والاصلاح والتنمية.. ويتخلص الوطن من قوي الشر التي تحيط به من كل جانب.. ويعبر عنق الزجاجة إلي آفاق أرحب وأوسع.. وعندها يتقدم كل من له حق ليناله ويحصل عليه.. أما إن فعل غير ذلك.. وحاول لي الذراع.. فهذا هو العبث والانفلات والفوضي بعينها.. ومن ثم اقتضت المواجهة بمنتهي الهيبة والحسم.. وبكل القوة والصلابة.. حتي تقوم دولة الحرية والعدالة والانسانية..!!