عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. ولكن تقول لمين؟؟!!
أتحدي لو أن وزيراً للتربية والتعليم منذ أكثر من نصف قرن قرأ أو حتي علم شيئاً عن لائحة طه حسين!! فمنذ أكثر من نصف قرن تتخبط الوزارات في سياسات بديلة من باب العند لا أكثر ويتجاهلون لائحة طه حسين.. لأن طه حسين من "العهد البائد"!! طيب ما هو نجيب محفوظ وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب ويوسف وهبي مثلاً مثلاً من العهد البائد!! اشمعني طه حسين عميد الأدب العربي معجزة عالمية ضرير قرأ وكتب ما لم يقرأه أحد وما لم يكتبه أحد!!
لو كانت لائحة طه حسين استمر تطبيقها منذ عام 1951 حتي الآن هل كان في مصر المحروسة أمياً واحداً؟؟!! وهل مستوي التعليم كان سينحدر بهذا الشكل حتي أن خريجي الجامعات لا يجيدون القراءة والكتابة!! وصفر في اللغات والتاريخ!! خريج جامعة كلية آداب قسم تاريخ يذهب إلي منزل مصطفي النحاس ليسأل: اسمك؟؟ وسنك؟؟ وديانتك؟؟ و... و.... و.... وظيفتك!!
***
لائحة طه حسين كانت تنص علي أن الطفل الذي وصل إلي عمر خمس سنوات ولم يلتحق بالمدرسة الإلزامية يتم استدعاء ولي أمره إلي الشرطة.. تصوروا.. الشرطة.. مجرد استدعاء لسؤاله عن السبب.. إذا كان هناك سبب حقيقي مثل التحاق الطفل بما كان يسمي بروضة أطفال مصرية أو أجنبية.. مثلاً.. أو مرض ويتم علاج الطفل والتعهد بإرساله للمدرسة بمجرد الشفاء مثلاً.. يتم الإفراج عن ولي الأمر فوراً بعد كتابة التعهد.. ولكن إذا كان ولي الأمر لا يريد أن يرسل الطفل للمدرسة لكي يساعده في المصنع أو الغيط.. توقع عليه عقوبة حبس أو غرامة أو الاثنين معاً.. مع إلزامه بإرسال الطفل للمدرسة.. أيضاً!!
هل لو كان استمر هذا النظام.. مع العلم أن الدراسة مجانية تماماً.. حتي زي المدرسة المتواضع ممكن لولي الأمر أن يخطر المدرسة بسبب عدم القدرة علي الشراء وهناك ميزانية خاصة في كل مدرسة لهذا الأمر.. كان فعلاً التعليم مثل الماء والهواء حق لكل مواطن مهما كانت حالته المادية!! هل لو كان استمر هذا النظام كنا وصلنا إلي هذا الحال.
كان الطفل يتعلم في المدرسة الإلزامية لمدة عامين القراءة والكتابة بإجادة تامة وحسن الخط لا نبش الفراخ الحالي.. ثم يحفظ جزء عم من القرآن الكريم.. كل الجزء أو نصفه علي الأقل ودرجة آخر العامين تتوقف علي مدي قدرة التلميذ علي حفظ ما يستطيعه من جزء عم.
ثبت بالدليل وبالتجربة أن الطفل ذا السبع سنوات خريج المدرسة الإلزامية سيتعود علي اللغة العربية السليمة من أخطاء النحو والصرف.. حتي لو سمع أي خطأ من أي شخص أو الراديو مثلاً جسده يهتز.. فقد تعود علي النطق الصحيح منذ صغره.. التعليم من الصغر مثل النقش علي الحجر.. لا تمحوه الأيام.. ثم الخط الجميل يساعده في المدرسة الابتدائية ثم الثانوي والجامعة.. بدلاً من خريج الجامعة وحظه الأسوأ من نبش الفراخ.
هذه مرحلة واحدة من التعليم واللائحة تخطط أيضاً لباقي المراحل ومنها.. بل أهمها كان التعليم الفني المتوسط الذي يبحثون عنه الآن.. ياسلام لو استفدنا من أساتذة الماضي الكبار.. ولكن تقول لمين!!