أعتقد أن الوقت لم يفت تماما لترتيب استقبال شعبى وتاريخى حافل بالرئيس الروسى فيلاديمير بوتين الذى يحل غدا ضيفا على مصر وينبغى أن تصله رسالة تقدير لدوره ومواقفه المشرفة من ثورة 30 يونيو.
والتى عبر عنها بكلمات وإجراءات تعكس احترامه لإرادة شعب مصر ودعمه ومساندته لخارطة المستقبل التى جسدت معالم الطريق نحو بناء مصر الجديدة من خلال البنود الثلاثة الرئيسية فى إعلان 3يوليو 2013.

إننا أمام رجل سبق الجميع فى المجتمع الدولى وتصرف بمسئولية الكبار فلم يتردد أو يناور - كما فعل الآخرون من كبار العصر - وإنما أعلن منذ اللحظة الأولى لاندلاع ثورة 30 يونيو أنه يفهم ويتفهم دوافع الغضب والاحتجاج العارم فى ربوع مصر طلبا للتحرر والخلاص من حكم فاشى متسلط استهدف أن يسابق الزمن لنزع الهوية التاريخية بكل مكوناتها الثقافية والتاريخية والتسامحية الوسطية.

ولعله لا يغيب عن ذهن أحد أن بوتين سبق الدنيا كلها عندما أدرج جماعة الإخوان المسلمين منذ عام 2007 كجماعة إرهابية يحظر نشاطها فى روسيا.. وعبثا حاول محمد مرسى عيسى العياط خلال زيارته الفاشلة لروسيا أن يفتح ملف الجماعة المحظورة ولكن طلبه قوبل بالرفض والإهمال مثلما كانت مراسم استقباله هزيلة للغاية!

لكن الأهم من ذلك كله أن مجيء بوتين لمصر لأول مرة منذ سنوات بعيدة تعكس تقديرا لافتا لشخص الرئيس السيسى وللمكانة التى استعادتها مصر مجددا فى الساحة الدولية كأحد أهم إفرازات ثورة 30 يونيو... وما أكثر الملفات التى ستناقش فى هذه الزيارة المهمة وما سيصدر عنها من رسائل وإشارات خصوصا، ما يتعلق بإعادة التوازن الاستراتيجى فى الشرق الأوسط والدور الذى يمكن أن تلعبه مصر فى هذا الصدد دون شبهة الدخول فى محاور مع أحد ضد أحد، وإنما لبناء واقع جديد يؤمن مصالح مصر العليا ويخدم هدف السلام والأمن والاستقرار... ومن حسن الحظ وجود توافق فى الرؤى بين السيسى وبوتين حول عديد من الملفات الصعبة، وعلى رأسها الملف السورى والملف الليبى والملف اليمنى وأمن المتوسط وأمن البحر الأحمر.

خير الكلام:

<< ذاك الذى سكن القلوب بحبه لوفائه لمسيرة الأجداد!