د. عمرو عبد السميع
بوتين.. صراع الثروة والسلطة
ربطتنى علاقة محبة واحترام متبادل ـ عبر سنوات ـ بالدكتور سامى عمارة الكاتب الصحفى والإعلامى الخبير فى الشئون الروسية..
وفى زياراته السنوية للقاهرة نحرص على اللقاء وتبادل الأخبار من أول جديد ابنته ماجدة عازفة البيانو التى تشارك ـ عادة ـ فى برامج دار الأوبرا موسميا، إلى آخر ما يتعلق بموسكو العاصمة التى صرت ـ من فرط المتابعة ـ أعرفها بشوارعها ومبانيها رغم أننى لم أزرها لمرة واحدة.
وفى رمضان الماضى التقينا فى ركنى المفضل بنادى هليوبوليس، وحكى لى الدكتور سامى عمارة أنه فرغ من كتابه الجديد: ( بوتين صراع الثروة والسلطة)، وأنه على وشك الدفع به إلى المطابع، وهو ما حدث، وتلقيت نسخة منه فور أن فرغت دار نهضة مصر من إنتاجه، ولكننى لم أقرأ الكتاب إلا قبل أيام مدفوعا بإلهامات زيارة الزعيم الروسى فلاديمير بوتين إلى القاهرة والتى تبدأ غدا، وبخاصة أنه الزعيم الذى يشغل مكانة كبرى فى وجدانى كونه الذى احتلت صورته مع عبدالناصر والسيسى واجهات البنايات فى الإسكندرية وسط أحداث ثورة 30 يونيو العظمى فى اشارة لا تخطئها عين لإرادة المصريين للخروج من قبضة (العلاقات الخاصة) مع الولايات المتحدة والتى تحولت إلى ما يشبه الاحتلال أو الاعتقال.
هذا النص (454 صفحة) يعد وثيقة هامة، تنبغى قراءتها بجدية عند كل المهتمين بالشأن العام الذين يودون الاتكاء على أسس معلوماتية فى تناولهم لعلاقة التحالف الوليد بين مصر وروسيا، أو جوانب التشابه بين السيسى وبوتين.
الكتاب يتناول صراع بوتين مع اليهود وطواغيت المال منهم أو الذين رأوا أن من حقهم استئجار النظام السياسى الذى يحقق مصالحهم، وأيضا اشتباكه مع قياصرة الإعلام ومنهم فلاديمير جوسينسكى وبوريس بيزوفسكى (لاحظ أن السيسى دائما ـ يبدو على وشك معركة مع قياصرة الإعلام الخاص فى مصر) ويتناول الكتاب ـ كذلك ـ مواجهه بوتين للنوازع الانفصالية القومية، وكذلك الفساد، ثم غموض رجل المخابرات الذى صاغ وجوده على قمة السلطة لدورتين رئاسيتين، ثم فاصل ولى فيه رفيقه ميدفيدف، وأخيرا عاد للرئاسة فى دورة تنتهى عام 2018 وربما تمتد لولاية أخرى حتى 2024.
ومرحبا بالزعيم فلاديمير بوتين.