لا أشك لحظة واحدة في شفافية وزارة الإسكان في ظل وجود وزيرها الدكتورة مصطفي مدبولي. الذي اختار النزاهة والعدل والحق مبادئ دستور حياته. ولكن أن يحصل 13 مواطناً من عائلة واحدة في مدينة الشروق علي قطع أراض بنظام القرعة. ويتكرر نفس الحظ في مدينة القاهرة الجديدة. وينجح بالقرعة 12 من الأقارب. والفوز بأراضي الأحلام. يبقي أكيد في حاجة غلط!!
ونظام القُرعة في تخصيص الشقق والأراضي اختاره المهندس مصطفي مدبولي منعاً من المضاربة علي الأسعار. كما كان يحدث في طريقة المزاد في عهد المهندس أحمد المغربي. وزير الإسكان السابق. مما أدي إلي رفع أسعار العقارات بصورة جنونية.
واكتفت وزارة الإسكان في شروط التقدم للحصول علي قطعة أرض أو شقة بنظام القُرعة أن يكون المتقدم شخصاً طبيعياً "مواطن مصري الجنسية" وليس شخصاً معنوياً "شركة أو مؤسسة". وقيمة كراسة الشروط في فروع بنك التعمير والإسكان 200 جنيه. ويحظر التعامل مع أي جهات أو أفراد خارج البنك. ولا يحق للأسرة الواحدة "الزوج الزوجة الأولاد القُصَّر". التقدم لحجز أكثر من قطعة أرض واحدة بالمدن المعلن عنها.
ولكن الوزارة كانت تستطيع وقف مهازل نظام القرعة من أول تجربة لو أضافت شرط "يحظر أن يتقدم أكثر من مواطن في العائلة الواحدة". وليست الأسرة الواحدة. كما حددت الوزارة في شروطها. واكتفت بالزوج والزوجة والأولاد القُصَّر فقط. فكان للأشقاء النصيب الأكبر!!!
ونظام القرعة ساعد بشكل كبير علي ظهور السماسرة من خلال طرق عديدة تناولتها وسائل الإعلام. كما حدث في أراضي قرعة الإسكان المتوسط. وتتعدد حيل السماسرة للاستيلاء علي هذه الوحدات ثم بيعها بموجب توكيلات بأسعار خيالية. متحايلين علي قرارات وزارة الإسكان التي تحظر البيع إلا بعد إتمام سداد جميع مستحقات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
ومن هذه الحيل استغلال أقاربهم والعاملين لديهم للتقدم بأسمائهم بالقُرعة. وفي حالة فوزهم تتم مراضاتهم بمبلغ من المال يتراوح ما بين 30 و35 ألف جنيه.
هناك طريقة ثانية للتحايل تتمثل في استغلال ذوي الحاجة. وإمدادهم بالأموال اللازمة لدفع مقدم الحجز. ثم أخذ الأراضي منهم بعد إجبارهم علي توقيع شيكات علي بياض من دون رصيد. ضماناً لتنازلهم عن الشقة. بالإضافة إلي توقيع توكيل لإدارة الوحدة والتعامل مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة. فيما يخص الوحدة عقب فوزهم في القُرعة. وهنا يحصل المحتاج علي مبلغ يقدر ما بين 5 10 آلاف جنيه نظير التقدم. وفي حالة الفوز يحصل علي مبلغ يتراوح ما بين 30 إلي 35 ألف جنيه.
أما الطريقة الثالثة فهي التربيط مع بعض المتقدمين للقرعة من إغلاق باب الحجز وحتي إعلان نتيجة القرعة. وتنشط هذه العملية داخل استاد المقاولون العرب الذي تجري به القرعة في يوم إعلان الفائزين. حيث ينتشر السماسرة وأعوانهم داخل مدرجات الاستاد وخارجه. يعرضون علي الفائزين مبالغ تتراوح ما بين 50 و100 ألف جنيه لكل وحدة. مقابل التنازل وتوقيع توكيل بالتصرف في الوحدة لهم.
أنا واثق أن الدكتور مصطفي مدبولي سوف يجد مخرجاً ليمنع مهزلة نظام القُرعة.. فالوزير الذي نجح في إتمام صفقات مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي. قادر علي وصول الأراضي والشقق إلي مستحقيها.