المساء
نبيل فكرى
مساء الأمل .. نكات "المصرية للاتصالات"
لست ناقما من تلقاء نفسي. وحالي كحال الكثيرين من أبناء هذا الشعب نتوق إلي الأمل وإلي الفرحة التي قد تأتينا من تلبية طلب بسيط ولو كان تركيب خط تليفون. يعلم القائمون عليه أنه لولا "الانترنت" ماركبناه. ولا طلبناه.. لكن عندما يغيب المنطق وتختفي الأبجديات. مثلما هو الحال في فرع المصرية للاتصالات بمدينة دمنهور.. ربما تشعر في لحظة بالرغبة في الانتحار.. فقط لأن هذا هو المنطق وتلك هي الخدمة.
منذ 13 شهرا. تقدمت بطلب تركيب تليفون في دمنهور. غير أنهم أخبروني بوجود مستحقات علي خط قديم لي بقريتي لابد من دفعها. كما نصحوني بنقل ذات الخط الي مسكني الجديد توفيرا للاجراءات وللاستفادة من "الامتياز الصحفي" وفعلت ما قالوا غير أن المفاجأة بعد ذلك مباشرة كانت في عدم وجود مكان خال في "البوكس" الذي يخدم المنطقة. وانه عليَّ الانتظار.
ذهبت عدة مرات أسأل عن الجديد. متأثرا بسحر إعلانات "المصرية للاتصالات".. تلك الشبكة التي تجمعنا. وفي كل مرة يطلبون مني الصبر.. مرة حتي ديسمبر. ومرة حتي مارس. وأخيرا ومنذ ثلاثة أيام. رق قلب أحد الموظفين لحالي. وبعد عدة اتصالات أخبرني بوجود مكان في "البوكس" وأن عليَّ التوجه الي موظفي التعاقدات لإتمام الإجراءات.
الي هنا. يبدو الأمر محتملا حتي لو لم يكن كذلك. اما القادم فهو الاصعب و"المضحك - المبكي" فقد طلب مني مسئول التعاقدات. دفع المستحقات المتأخرة علي الخط الذي تم نقله ولم يعمل لأنه لايوجد له مكان.. تصوروا أن هذا حدث. وهي مستحقات علي الخط منذ ان قمنا باجراءات النقل. وليست فقط قيمة الاشتراك. وإنما اضعافه بعد اضافة الرسوم وتكاليف المعاينات التي لم أرها ولم اسمع بها.
عبثا. حاولت مع المسئول ان يقنعني بمبررات تلك الرسوم. ولم تكن أزمتي إطلاقا في أن أدفع. ولكن في أن اصدق. وكان رده الدائم والمكرر "هناك شاشة أمامي" ودخلنا معا في "سفسطة جدلية" عقيمة. فهو يصر علي أن أدفع. وأنا أصر علي ان الخدمة لم تصلني. ولم يتم تركيب الخط. لكنه يرد بأنني لم أقم بإلغاء الخدمة. وأرد بأنني كنت أتردد عليهم أستجدي تلك الخدمة غير انه لم يكن هناك مكان لديهم للخط. وهكذا.. سار هذا الجدل دون ان نصل لنقطة التقاء.
لا أفهم كيف نتطلع الي نهضة وهذا هو الحال. وكيف أن شركة ربحية تتعامل مع عملائها بهذا المنطق الهزيل والبعيد عن أي منطق مهما ادعو وساقوا من مبررات.. كما لا افهم كيف ان خط تليفون منزلي يحتاج الي 31 شهرا لتركيبه. في ظل الطفرة التي يشهدها العالم وتشهدها الشركة. وكيف ان "نكتة" عادل إمام في "شاهد ما شافش حاجة" مازالت واقعا. ومازال هناك من يطلب الفاتورة علي تليفون غير موجود أو "ياخد العدة".
** ما قبل الصباح :
- معظم الهيئات في البلد بلا "سيستم" .. فيها فقط "افتح يا سمسم".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف