أحمد سليمان
في حب مصر .. وبدأت أهم مرحلة
منذ ثورة 30 من يونيو علت الأصوات المطالبة بفتح الملفات الداخلية الساخنة وإعطائها الأولوية ضمن مهام رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورأي البعض ان الاهتمام بالشأن الداخلي والتركيز عليه ربما كان أهم من تصحيح صورة مصر في الخارج.
ولأن مصر كانت كالمريض المحتضر الأقرب إلي الموت فكانت المهمة الاولي امام كل مسئول وفي مقدمتهم رئيس الدولة الخروج من مرحلة الاحتضار ثم العلاج السريع حتي يبدأ جسم الدولة في التعافي والوقوف علي قدميه. ولذلك كان لابد من التركيز علي تصحيح صورة مصر في الخارج حتي لا تنجح محاولات الخونة في تأليب الرأي العام العالمي ضد نظام الحكم في مصر وحدوث مالا تحمد عقباه في ظل نظام يحكمه القطب الأوحد وفي ظل حالة الاستقطاب التي يمارسها هذا القطب مع معظم الدول الاوروبية وغير الاوروبية لتسير في ركابه تؤيد ما تؤيده وترفض ما ترفضه وبعد نجاح هذه المهمة في وقت قياسي جاءت المهمة التالية المتمثلة في إفاقة الاقتصاد المصري من غفوته قبيل انهياره فجاءت المشروعات القومية المتتالية مثل قناة السويس الجديدة وشبكة الطرق الضخمة بكل المحافظات ومشروع المليون وحدة سكنية والعاصمة الادارية الجديدة واستصلاح المليون ونصف المليون فدان وأخيرا تشغيل آلاف الشباب في مشروع تنمية محور قناة السويس الذي اعلنت عنه القوات المسلحة بالامس.
وغير ذلك من مشروعات جعلت مصر قبلة لمستثمري العالم ورجال الاعمال من مختلف الجنسيات وبالتوازي كانت رئاسة الجمهورية والحكومة تسيران في حل المشكلات الداخلية الخاصة بالعاملين في الدولة والفلاحين والمزارعين والصناع والتجار بما تسمح به امكانيات الدولة.
والآن.. بدأت اهم مرحلة في اعتقادي من مراحل بناء مصر الحديثة لتكتمل بها منظومة الاصلاح وهي مواجهة الفساد بكل اشكاله.. فمنذ ايام تم الاعلان عن اكبر قضية فساد في وزارة الزراعة. ونظرا لوجود شخصيات كبري في هذه القضية فقد تقرر حظر النشر فيها لحين انتهاء التحقيقات وقبلها بأيام تم الكشف عن عدة قضايا فساد اخري متهم فيها رجال أعمال بعضهم قيل إنه هرب للخارج والبعض الآخر مازال يحاول الفكاك من العدالة كما كان يفعل في عهود سابقة.
القضاء علي الفساد وضبط الفاسدين والمفسدين اصبحت المهمة الأولي الآن وأري أنه سيتم فتح الملفات المسكوت عنها وكشف حقائق الفاسدين امام الرأي العام الذي لابد ان يعرف الغث والسمين.
فمواجهة الفساد سوف تحفظ لمصر مليارات الدولارات المهدرة كل عام تفيدها في مسيرة البناء الحالية.
هناك قضايا فساد كبري اخري سيتم الإعلان عنها قريبا ستكون صدمة للرأي العام ومتهم فيها شخصيات عامة كبري واعلاميون "مذيعون وصحفيون" وبذلت الاجهزة الرقابية فيها مجهودا غير عادي للوصول الي المتهمين الحقيقيين.
أعتقد أنه آن الآوان لكي تختفي من المشهد أسماء بعينها من الإعلاميين الذين أصبحوا إحدي سمات هذا الفساد.. فلاهم أفادوا الوطن ولا تركوا غيرهم يفيدونه ولكن كان همهم الأكبر كيف يضيفون المليون تلو المليون لأرصدتهم في البنوك بخلاف الأراضي والفيلات والشاليهات الموزعة علي محافظات مصر.
لاحظوا وتابعوا الأحداث خلال الأيام المقبلة فسوف تتوالي المفاجآت.. ومن الآن سوف يظهر سيف الدولة في وجه كل من يعمل ضد مصلحة مصر ولن تكون الأولوية إلا لمن يحب هذا الوطن فعلا. وليختفِ من المشهد إلي الأبد كل خائن أو فاسد أو حتي منعدم الضمير.
هذه هي سمات المرحلة القادمة
- أبشروا