بوابة الشروق
عماد الدين حسين
خطورة اللعب بالسلاح
ما الذى تريده جماعة الإخوان عندما تسمح لأعضائها وأنصارها بالنزول إلى الشارع الملتهب والمستقطب حاملين الأسلحة من مولوتوف إلى آلى مرورا بالخرطوش؟!.
ما الذى تستهدفه الجماعة حينما يدعو بعض أعضائها علنا إلى استهداف جنود وضباط الجيش ونشر عناوينهم على المواقع الإلكترونية وينشر بعضهم تمجيدا لعمليات الحرق والنهب والتخريب فى سائر المنشآت التى يمتلكها الشعب وليس وزارتى الدفاع أو الداخلية؟.
عندما يحرق الإخوان سيارة للشرطة أو الجيش هم يعاقبون كل الشعب الذى سيدفع أموالا لشراء سيارة جديدة.
لماذا تصر الجماعة على حرق كل الجسور مع غالبية فئات الشعب؟
هل تعتقد أنها قادرة على العودة للسلطة مرة أخرى عبر بوابة العنف؟!.
هل تظن أنها قادرة على حسم العودة عسكريا؟ وإذا كان ظنها صحيحا فما هى التكلفة التى سيدفعها المجتمع جراء هذه المغامرة؟
حتى هذه اللحظة لا أستطيع فهم نزول أعضاء جماعة الإخوان أو بعض أنصارها إلى ميدان المطرية وأماكن أخرى مسلحين بالرشاشات؟
ألا يدرك الإخوان وغيرهم أنك عندما تحتكم إلى سياسة القوة، فإنه لا يصح لك بعد ذلك الحديث عن حقوق الإنسان والتظاهر السلمى وأنك بذلك تكون قد قدمت أفضل خدمة لخصمك الذى لا يجيد إلا استخدام القوة؟!
ظلت جماعة الإخوان سنوات طويلة تجاهد لنفى فكرة العنف والارهاب عن نفسها لمجرد أنها تورطت فى عمليات عنف قبل ثورة يوليو 52 وبعدها، مثل قتل القاضى أحمد الخازندار ومحمود فهمى النقراشى والتآمر لقتل جمال عبدالناصر، وسيارة الجيب، وظلت تقول إنها كانت عمليات فردية لا تمثلها وإن مرتكبيها «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين».
الآن صار الأعضاء والأنصار وبعض المسئولين يتباهون بأنهم نجحوا فى حرق سيارة شرطة أو محول أو محطة أو برج كهرباء أو قطار أو فروع لشركات ومطاعم أجنبية.
هل تدرك جماعة الإخوان أنها سقطت أو تكاد تسقط فى مستنقع إدمان العنف، بحيث إنها حتى لو أرادت لن تستطيع إعادة الشباب المنفلتين إلى حظيرة السمع والطاعة مرة أخرى؟!
ألا تشعر الجماعة بأن البعض ربما استدرجها بمهارة شديدة جدا إلى هذه الحالة، أى حالة الزهو والغرور باستخدام القوة، ألا تشعر بأنها سقطت فى مصيدة يصعب الخروج منها؟!
ستقول الجماعة وأنصارها ان أجهزة الأمن تستخدم القوة والعنف ضدها، وقد يكون ذلك صحيحا، لكن الشرطة فى النهاية وبغض النظر عن رأينا فيها هى المؤسسة الرسمية المنوط بها احتكار العنف فى اطار القانون، ولو أن كل طرف شعر بأنه مظلوم قرر أن يأخذ حقه بيده لتحولنا إلى منطق الغابة، القوى يأكل الضعيف لأنه فى هذه الحالة هو الذى سيقرر أنه مظلوم!.
لسوء الحظ نسمع كثيرا من أعضاء الإخوان وأنصارهم وأحيانا بعض قادتهم تشجيعا ليس فقط على استخدام العنف، ولكن الحض على استهداف الجيش وصولا إلى الحالة السورية.
هؤلاء لا يدركون خطورة ما يفعلون، فالأمر ببساطة أنه وبافتراض أن الحكومة والنظام والدولة سقطت فى الحالة السورية، فوقتها لن يجدوا هم أنفسهم دولة يحكمونها بل خرائب وميليشيات.. فهل هذا ما يطمع فيه الإخوان.. وإذا كانت الإجابة بالنفى فلماذا هذا التناقض الصارخ بين أقوالهم وأفعالهم؟!.


اقرأ المزيد هنا: http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=08022015&id=c9a57c36-769c-4989-adff-f5c4df38939c
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف