الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
اللهم اجعلها آخر الأحزان
يقولون علي أبواب سرادقات العزاء : "ربنا يجعلها آخر الأحزان".. كيف تكون آخر الآحزان!!!!.. لا يمكن أبدا أن تكون آخر الأحزان.. الأحزان مستمرة حتي تستمر أيضاً الأفراح.. لا ليل بلا نهار.. لا شمس بلا قمر.. ولا شر بلا خير.. أيضاً لا وفاة بلا مولود جديد.. هذه هي سُنة الحياة.. الوفاة والولادة بإرادة الله وحده وكذلك خلقكم وإليه ترجعون..
وسط أحزاني الشخصية.. لفت نظري حكاية في الوسط الطبي تكررت كثيراً.. سواء الآن أو من زمان.. هناك رغبة جامحة لدي الأطباء "ملائكة الرحمة"!!!!!! لإجراء الجراحة!!!! رغم أن المريض ذهب إلي العيادة أو المستشفي علي رجليه ويقف علي ساقيه!!!!.. وتكون النتيجة "زبون جديد" للحانوتي!!!! الموضوع ليس شخصياً فقط.. بل كثرت هذه الظاهرة في الأيام الأخيرة.. ومن قبل من زمان...
اذكر.. في العام الماضي.. دخل زميل لنا مستشفي جامعياً كبيراً مشهوراً يشكو من عظامه.. وبالاشعة أكثر من مرة لا أدري ماذا وجدوا عنده.. ولكن الطبيب المعالج أصر علي اجراء عملية.. وعمليات العظام بالذات لها خطورة وأيضاً غالية الثمن.. جداً.. من حُسن الحظ أن زميلنا له قريب طبيب أطفال أصر أن يأخذ رأي رئيس القسم أولاً.. رغم حجز الزميل في المستشفي وتجهيزه للعملية في يومين!!!!.. جاء رئيس قسم العظام وهو مستشار طبيب عالمي.. فنظر في الاشعة فسخر من قرار اجراء عملية مجرد شرخ بسيط في المفصل العلوي سيلتئم بالراحة والأدوية في أيام قليلة!!!! وعلي المريض أن يدفع أكثر من ألفي جنيه اقامة وتحاليل واشعة!!!! لماذا حرام عليكم!!!!
وعندنا مثال قريب الفنان الكبير خالد صالح الذي كان يتخاطفه المخرجون والمنتجون خاصة في أيامه الأخيرة حتي أنه كان بطل أكثر من مسلسل في وقت واحد.. لم يسمع كلام "غير الأطباء" الذين نصحوه بالعلاج المؤقت دون عملية قلب مفتوح أيضاً!!!! فمات عقب العملية بساعات كما حدث لقريبي بالضبط!!!!
تعطش غريب في المستشفيات وعند الأطباء لإجراء العمليات رغم خطورتها!!!!
***
لا أنسي في حياتي حكايتين قديمتين..
كان المرحوم اللواء محمد عبدالله رئيس الشئون المعنوية في القوات المسلحة في مبني في شارع العروبة ولا قصر من قصور زمان.. وربما كان مقراً لأحد الأمراء لا أدري.. كان محمد عبدالله في شبابه حارساً لمرمي الزمالك وكانت هوايته النقد.. لذا كنت أرحب به ليكتب ما يريد خاصة عقب المباريات الهامة.. لا أنسي في حياتي حينما قال لي إننا لن نراه لمدة يومين لأن عينيه فيها شيء من الألم وهناك اصرار لأعمل عملية اللحمية!!!! عملية هايفة أعود بعدها للمنزل بعد وضع غطاء علي العينين لمدة 72 ساعة!!!! اتصل بي المرحوم مصطفي جمال أشهر مدير لنادي الطيران ورئيس مجلس مصر الجديدة الدائم وصديق وحبيب "طوب الأرض"!!!! شخصية غير عادية كتبت عنها كثيراً وربما أعود للكتابة عنها.. المهم اتصل بي مصطفي بك في صباح اليوم التالي ليقول لي كلمتين : البقية في حياتك!!!! مش ممكن دي عملية في العين!!!! خطأ بسيط في البنج لأنه كما تعلم حكاية السجائر!!!! سقطت السماعة من يدي.. محمد عبدالله بالذات كانت كل ذريته بنات ولا أعلم عددهن خمسة أو ستة.. منظرهن خلال الجنازة وهن متمسكات بالجثمان.. كلما أتذكره أبكي كما أبكي عليه الآن!!!! وهناك قصة وفاة الزميل الحبيب عباس لبيب محرر رياضي الأهرام.. موعدها فيما بعد اعذروني!!!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف