< ألا يستحق اللاجئون السوريون, الفارون من جحيم الحرب, ويواجهون الموت في مياه المتوسط, ويذوقون الذل والهوان علي أبواب أوروبا بحثا عن ملجأ ومأوي, ألا يستحقون قمة عربية عاجلة, أو اجتماعا طارئا علي أي مستوي لبحث أزمتهم, التي فاقت في مأساويتها كل ما سبق من أزمات ؟!
ألا يشعر من هم في موقع المسئولية, بفداحة وكارثية ما وصلت إليه أزمة سوريا, وقد أجبرت نيرانها أصحاب الأرض علي تفضيل الموت غرقا أو اختناقا عن البقاء فريسة للأسد وميليشيا حزب الله وايران من جهة وداعش والقاعدة من الجهة الأخري؟!
لا أتصور أن نقف جميعا, حكاما ومحكومين, بهذه السلبية واللامبالاة, وتلك الأعداد الهائلة من الأسر السورية تزحف نحو اوروبا طلبا للجوء والإقامة, ولا أحد منا يحرك ساكنا .. نحن الإخوة والأهل والجيران.
وجع شديد أصاب قلبي وأنا استعرض تلك الصور للاجئين لفظهم البحر وأعادهم جثثا هامدة بعد أمل في الهروب لأقرب ساحل اوروبي, وألم أكبر انتابني وأنا أقرأ تفاصيل العثور علي جثث لسوريين داخل شاحنة تبريد بالنمسا كانوا في طريقهم إلي المجر وماتوا من الاختناق والتجمد ! أما مشاهد اعتقال أسرة سورية صغيرة علي أيدي الشرطة المجرية بعد رحلة طويلة من التنقل واجتياز الحدود والاسلاك فأصابت كبريائي كعربي ومسلم وقبل كل ذلك كإنسان.
** تروج اوروبا وتزهو كونها وجهة اللاجئين ومقصدهم, وتنسي أنها من أججت الصراع بحساباتها ومواقفها, وهي من تتقاعس عن مواجهة داعش, وتتلكأ في مكافحة الارهاب.