الأخبار
داليا جمال
متي تستشعرون الحرج ؟
يقول الحديث القدسي أنه إذا بلغ ابن آدم أربعين عاما نظر إليه الله سبحانه وتعالي قائلا: أما آن لهذا الوجه أن يستحي ؟

في إشارة الي أنه قد وصل إلي حد النضج والاكتمال فأصبح مؤاخذا ومسئولا عن أفعاله ،فمابالنا لو أن ابن آدم قد تجاوز اﻷربعين بمراحل وشغل منصب الوزير !

هنا يكون المرادف للحياء من الله تعالي هو" استشعار الحرج " والخجل من سوء الفعل ،فمتي قد يستشعر بعض وزرائنا الحرج ؟

خاصة بعد أن أعلنت وزارة اﻹسكان نتيجة قرعة تخصيص أراضي هيئة المجتمعات العمرانية بالتجمع الخامس،والتي أسفرت عن فوز 6أفراد من أسرة واحدة ب6قطع أراض بأرقام متسلسلة..!!! وما زاد الطين بلة هو تعقيب الوزارة علي هذه الواقعة بأنها "مجرد صدفة "لا ينبغي أن تشكك في مصداقية وشفافية وحسن نية الهيئة !! ورغم هزلية الرد وسذاجة التعقيب وثبوت فضيحة التزوير العلني إلا أن الوزير ووزارته لم يستشعروا أي نوع من أنواع الحرج !!

وفي مجمع محاكم طنطا قام السيد المستشار رئيس المجمع بتعيين 22فردا من أفراد أسرته بالمحكمة منهم 6أشقاء من أبناء شقيقه و4أشقاء من أبناء شقيقته، أما الوظائف الأدني فكانت من نصيب بقية أفراد عائلته من ذوي المؤهلات المتوسطة ! وفي الوقت الذي كان فيه قضاتنا اﻷجلاء يستشعرون الحرج من نظر العديد من القضايا المهمة فتعاد المحاكمات من جديد لاستشعار الحرج، فإن سيادة المستشار المذكور لم يستشعر أدني درجات الحرج وهو يعين أقاربه بهذه الفجاجة ضاربا بكل قيم العدل والمساواة عرض الحائط.!!!

كذلك لم يستشعر السيد وزير الصحة أي حرج عندما أثبتت تحقيقات النيابة كذب شهادة سيادته في قضية صديقه جراح القلب الشهير الذي استنجد به لتبرئته من تهمة استيراد شحنة قساطر طبية ملوثة ومستعملة مستوردة لصالحه من خارج البلاد ،بحجة أنه استورد هذه المعدات لتدريب طلابه في طب قصر العيني !!!..وليس لاستخدامها في عمليات القلب التي يجريها ويتقاضي عنها عشرات اﻷلوف من الجنيهات. وشهد الوزير، بينما أكد مدير طب قصر العيني كذب هذا اﻹدعاء مؤكدا أن المعدات لا تمت لقصر العيني بصلة !!!! ورغم ثبوت كذب معالي الوزير بتحريات النيابة إلا أنه حتي هذه اللحظة لم يستشعر معاليه أي حرج من البقاء في منصبه !!!

أما معالي وزير التموين الذي وعد المواطنين الغلابة بأن بطاقة التموين ستضم فرخة بسعر75قرشا لكل أسرة وكيلو لحم أحمر بسعر جنيه للكيلو ،لكنه كالعادة لم ينفذ وعوده وتصريحاته التي ملأ بها الدنيا، فأصبحت بنفس مذاق سكره المستورد"ماسخة ".ومع ذلك فإن معاليه لم يشعر بأن عليه أن يستشعر الحرج !

بعد كل هذه الوقائع المؤسفة والمفضوحة والثابتة أجدني أتساءل حقا..أما آن لهذه الوجوه أن تستحي ...!! أو تستشعر الحرج !!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف