أحمد السرساوى
محافظ القاهرة.. أستاذ دكتور من القرون الوسطي !!
كل يوم.. يهدم الأستاذ د. جلال السعيد محافظ القاهرة نظرية أن التخصص العلمي وحده كافيا لحل المشاكل!!
فمن المفارقات العجيبة أن تكون القاهرة هي العاصمة الأسوأ في مواصلاتها وشوارعها وتنظيم مرورها، بشكل لايليق أبدا بمكانة مصر وعاصمتها.. ويكون محافظها استاذا متخصصا في هندسة الطرق والمرور !!
وجه العاصمة.. هو انعكاس لادارتها وقدرة محافظها علي تغيير ملامحها كما فعل چاك شيراك الذي تولي منصب عمدة باريس «محافظها» مرتين خلال الثمانينيات والتسعينيات وأعيد انتخابه للمنصب مرتين بسبب نجاحه في تحويل باريس إلي قطعة من النور والبلور من حسن تنسيقها ونظامها ونظافتها، ومنها اكتسب شهرته وقيمته عند الفرنسيين.. نفس الشيء حدث مع الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد الذي حوَّل طهران من مدينة مزدحمة تنتمي للقرون الوسطي إلي عاصمة عصرية انيقة تنافس المدن الأوروبية، كما كان حال القاهرة في الاربعينيات والخمسينيات والستينيات، فالمسألة ليست امكانيات لأنها متوافرة جدا، وليست في زيادة عدد السكان، لأن العواصم المزدحمة النظيفة والمرتبة كثيرة في العالم بدءا من بكين شرقا إلي نيومكسيكو غرباً.
المسألة تكمن في فن الإدارة والقدرة علي اتخاذ القرارات وتنفيذها فالسيد الاستاذ الدكتور المحافظ جلال السعيد اتخذ قراراً نهاية رمضان الماضي بمنع سير «التوك توك» الجهنمي في شوارع القاهرة وإلا تعرض لغرامة ألف و٥٠٠ جنيه، ومع ذلك تعيث هذه المركبة العشوائية فسادا في شوارع وسط القاهرة دون رادع أو حساب وخاصة في شارع الصحافة المؤدي إلي موقف الترجمان، بل وفي الشوارع المحيطة بميدان التحرير نفسه، ولدي صور كثيرة التقطتها بنفسي منذ أيام للتوك توك بهذه الشوارع استطيع إهدائها لمعالي الوزير المحافظ إن أراد.. أيضا هل يعقل ان يظل «الحصان والحمار » وسيلة نقل وانتقال في عاصمة مصر في القرن ٢١، وهي نفس الوسيلة التي كانت مستخدمة فيها في القرون الوسطي !!
وإذا كان الدكتور جلال السعيد في عهده السعيد كمحافظ للقاهرة عاجزا عن إيقاف هجوم أسراب التوك توك، أو منع تجوال الكارو في شوارع محافظته.. كيف ننتظر منه القضاء علي سطوة المواقف العشوائية لسيارات الميكروباص وسائقيها الذين يحتاجون بالتأكيد لعلاج نفسي قبل اختبارات القيادة.
يا معالي الوزير أنت المسئول الأول عن انتكاس حالة المرور والنظافة في عاصمة جمهورية مصر العربية.. ضع كاميرا «لاتزيد تكلفتها عن ألف جنيه» في كل نقطة زحام لكي تحاسب كل سائق عابث.. ونسق مع وزارة الداخلية لمصادرة أي توك توك، أو عربة كارو في الحال عند تجوالها في العاصمة كما فعل المرحوم المحترم د. عبدالرحيم شحاتة.
همسة أخيرة في أذن الدولة المصرية.. لابد من إعادة النظر في طريقة اختيار المحافظين، بدلا من طريقة «بختك يا أبو بخيت» الثابت فشلها.. وبالمناسبة «ما تيجوا » نجرب انتخاب المحافظ!!