الجمهورية
حسن الرشيدى
بنطلون مرشح.. وتصدع أحزاب
رأيت مشهداً غريباً.. في أول أيام فتح باب الترشح لمجلس النواب الجديد.. أحد المرشحين حاول أن يتخطي زحام الطابور فقفز فوق الرءوس.. ليسقط بنطلونه في مشهد ساخر نقلته إحدي القنوات التليفزيونية.. فهل يصلح مثل هؤلاء الذين لا يحترمون النظام لتمثيل الشعب وتشريع القوانين..؟!
المشهد لاشك يعبر عن حالة نعيشها وتؤكد مدي تهافت بعض الناس علي عملية الترشح لعله يفوز بمقعد تحت قبة مجلس النواب الجديد.. والمشهد يعبر ايضا عن الفوضي في سلوكياتنا.. وتطلع البعض لمقعد برلماني بأي ثمن بغض النظر عن رأي الناس.. فالمرشح الذي طار فوق الرءوس وكسر النظام.. ألم ينظر لرد فعل الناس..؟
اليوم الأول من فتح باب الترشح.. جسد حالة الصراع بين المتقدمين للترشح حتي في طابور تقديم الأوراق ويعكس حالة التطاحن علي المستوي الفردي.. الذي لا يختلف عن الصراع المتنامي بين الأحزاب والذي أسفر عن انهيار قوائم بعض التحالفات. وفي مقدمتها قائمة في حب مصر.. وحدوث شروخ وانشقاقات داخل بعض الجبهات وإصابة بعض الأحزاب بتصدع داخلي.
صراعات وانشقاقات تشير للبحث عن منافع ومكاسب خاصة.. في ظروف صعبة.. ومرحلة فارقة تفرض علي الجميع أن يعمل لمصلحة الوطن حتي لا يختطف أهم وأخطر برلمان في تاريخ البلاد.. كما اختطفت ثورة يناير.. ونجد أنفسنا أمام برلمان غير متوقع.. ينذر بخطر جديد يهز أركان الدولة في ظل دستور أعرج قلص سلطات واختصاصات رئيس الجمهورية.
كلما اقتربت الانتخابات البرلمانية.. أشعر بالوجع والمرارة.. لأننا وافقنا علي هذا الدستور ببعض سوءاته.. وسلبياته حتي نعبر المرحلة ونتخطي الخطر والمؤامرات التي تحاك بالوطن داخلياً وخارجياً وتحت وطأة إرهاب يحاصرنا.. وجماعات آثمة خسيسة.
بصراحة.. الدستور يؤكد علي المواطنة التي تعني المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات بلا تمييز بسبب اللون أو الجنس أو حتي المركز الاجتماعي أو الاقتصادي.. ولكن في نفس الوقت نجد أن هناك مواد تتعارض مع المواطنة وتنسفها.. وتفرض ميزات أو تخصص كوتة للمرأة والمعاقين تحت قبة البرلمان.
المعاق.. مواطن يجب أن يتمتع بحياة كريمة.. ويمكن أن يعبر أي نائب عن أحواله.. ومشاكله.. والمرأة ايضا مواطنة يمكن أن تحصل علي مقعد برلماني بجهدها وإبداعها وشطارتها.. وتاريخ مصر يشهد بأن بعض النساء تفوقن علي الرجال وتألقن تحت قبة البرلمان.. المعاق يجب أن يحظي بحياة كريمة ووظيفة مناسبة.. وهذه مسئولية الدولة.
عموماً يجب علي الأحزاب والقوي السياسية أن تتخلي عن أطماعها الشخصية وتنظر لمصلحة الوطن.. حتي لا يختطف البرلمان وننحدر لنفق مظلم مع تيار يتاجر بالدين.. ويدفعنا للهاوية..!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف