المساء
أحمد سليمان
جولة الرئيس الآسيوية والتحالف الحقيقي لمواجهة الإرهاب


التحالف المزعوم لمواجهة الإرهاب والمشَكل من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لم يؤت أي ثمار منذ الإعلان عن تشكيله منذ أكثر من عام تقريباً.. فلا سمعنا عن ضربات مؤثرة لقوات حلف الناتو الذي يقود عمليات هذا التحالف في العراق ولا سوريا ولا ليبيا ولا حتي الصومال ونيجيريا.
هذا التحالف الصوري لمواجهة الإرهاب لن يقدم علي خطوة من شأنها القضاء علي الإرهاب الذي بدأ انتشاره في البلدان العربية . لأن التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وبوكو حرام وغيرها ـ كما قلت من قبل ـ أصبحت تمثل رأس الحربة للولايات المتحدة في تنفيذ مخططها ضد الدول العربية والإسلامية. ولهذا فلا تنتظروا خيراً من تحالف الأعداء ضد الأعداء.
الجولة الآسيوية التي قام بها الرئيس السيسي والتي بدأها بزيارة روسيا منذ أيام ثم تبعها بزيارة سنغافورة ومن بعدها الصين واختتمها بزيارة إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم تمثل حجر زاوية في اتجاه تشكيل تحالف دولي حقيقي لمواجهة خطر الإرهاب.
الرئيس الروسي بوتين أعلن بالأمس "أنه ناقش مع الرئيس السيسي أثناء زيارته لروسيا تشكيل تحالف دولي لمواجهة الإرهاب" وعلي الرغم من موقف مصر الرافض لوجود تركيا ضمن أعضاء هذا التحالف بسبب دعمها للإرهابيين في مصر بالمال والسلاح والإيواء. فإن فكرة وجود هذا التحالف بتشكيل عربي آسيوي مغاير للتشكيل الأمريكي الأوروبي ستكون له نتائج إيجابية لأن الدول المشاركة فيه مهمومة بالقضية .وليست محاربة بالنيابة . وقديماً قالوا "ليست الثكلي كالنائحة" فصاحبة الميت تحمل الهم أكثر من النائحة التي تأتي للحزن لها مجاملة.
والمتابع لجولة الرئيس يجد أن ملف محاربة الإرهاب كان حاضراً بقوة وفي مقدمة الملفات التي ناقشها الرئيس مع قادة الدول الذين اجتمع بهم . وظهر ذلك بوضوح عندما أطلق الرئيس الإندونيسي جوكويو ويدودو مبادرة عقد اجتماع يضم كافة الدول الإسلامية لمناقشة سبل مواجهة الإرهاب. وهو ما رحب به الرئيس السيسي فوراً.
وكما قال الرئيس السيسي وأيده في ذلك الرئيس الإندونيسي فإنه لابد من مواجهة دولية لخطر الإرهاب حتي يتم القضاء عليه . علي ألا تكون المواجهة أمنية فقط بل لابد من أن تكون ثقافية ودينية واقتصادية واجتماعية أيضاً.وهذه المجالات لاتعيها الولايات المتحدة وتحالفها المغشوش لأنها ليست معنية بتنقية المجتمعات العربية والإسلامية من هذا الخطر. فهي ومن خلفها مهمومون بأمنهم الخاص ولتذهب الدول العربية والإسلامية إلي الجحيم.
الجولة الآسيوية للرئيس علي الرغم من أهمية نتائجها الاقتصادية المتمثلة في عقد اتفاقيات والترويج للاستثمار في تنمية محور قناة السويس إلا أنني أري أن الخروج منها بتصور ولومبدئي لتشكيل تحالف دولي حقيقي لمواجهة الإرهاب يمثل أهم نتيجة قد تنعكس إيجابياً علي أمن واستقرار العالم بعيداً عن تحالف الأعداء ضد الأعداء والذي لن تكون له نتائج سوي تقوية شوكة الإرهاب كل يوم ضد مصر والدول العربية والإسلامية . لذلك فإن التحالف الجديد في حال تشكيله سيحقق نتائج سريعة وملموسة علي أرض الواقع . وهوما سيكشف حقيقة تحالف الإخوة الأعداء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف