تمارسها كل المخلوقات بفطرتها السوية لتحافظ علي أجسامها سليمة قوية تؤدي رسالتها في الحياة بطريقة إيجابية. نسيها الإنسان وأهملها فانعكست علي حياته وأحواله بصورة سلبية.
الرياضة أمر ضروري للجميع. الكبار والصغار والرجال والنساء والفقراء والأغنياء.
فهي العمل للأبدان المعطلة علي المكاتب وغيرها وهي العمل السليم المتوازن لمن يميل علي جزء من جسمه دون آخر. عين أو ذراع أو ساق.
وفي حياتنا المعاصرة تقلص جزءاً كبير من النشاط البدني للإنسان الذي استغني عن أعضاء جسمه بالأجهزة والاختراعات كالسيارة والمقعد والتكييف وغيرها. تناقصت حركته واختلت أحواله وتدهورت صحته وترهل بدنه بين كتل الشحم واللحم ونظر في حسرة إلي المخلوقات الأخري في عالم الطير والحيوان برشاقتها وسلامتها مثل العصافير والفهود والغزلان.
وفي أيام خلت كانت الرياضة جزء من العمل ومع التخصص في المجالات المختلفة تظهر الحاجة الشديدة لممارسة الرياضة للمحافظة علي الجسم وسلامته وشكله المناسب.
والإنسان في حاجة دائمة إلي المشي والجري والوثب والتسلق والسباحة حتي يستطيع أن يواصل رحلة الحياة وتقدم الرياضة من خلال نجومها نماذج مثالية للجسم السليم القوي المتناسق في ألعابها الفردية والجماعية وأيضاً في الإرادة والإصرار علي النجاح.
وبالرياضة يتحول الإنسان إلي كائن منضبط وملتزم ومسئول. فكل شيء في ملاعبها محكوم بقوانين قوية ومتطورة ينفذها الحكام ويحترمها الجميع. فالعدل أساس الملك في عالم الرياضة.
بقول المعلق الرياضي الراحل محمد لطيف ان الرياضة تعلم الإنسان احترام القانون وعالم الرياضة نموذج في سيادة القانون.
ويقول الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي: "إذا خرج اللاعب عن القانون يطلق الحكم صفارته ويعاقبه وينذره أو يطرده خارج الملعب. وإذا أخطأ الحكم اعترضت الجماهير".
المسائل في الرياضة منضبطة. لماذا لا نضبط قوانين الجد كما ضبطنا قوانين اللعب!!
والرياضة تمني الإرادة عند الإنسان وتقدم له أول درس في الحياة بأنها فشل ونجاح. وهبوط وصعود وأحزان وأفراح. وهزائم وانتصارات تعلم الإنسان كيف يجتاز المحن والأزمات وتجسد فكرة الأمل والهدف والنتيجة.
وتقدم درساً في ضرورة العمل والإتقان والاجتهاد والإحسان. فلا مكان فيها للكسالي والمتواكلين والمهملين وأنصاف الموهوبين والمنافقين.
كما تقدم الرياضة درساً للإنسان في المنافسة الشريفة ومواصلة العمل لتحقيق التقدم وإحراز النصر والنجاح.
ويقدم عالم الرياضة مثالاً في الحقائق الواضحة يجري كل شيء في ملاعبها تحت الشمس أو الأضواء الكاشفة ولا مجال فيها للتزييف أو التزوير أو التلاعب وإن وجد فمن السهل كشفه في أيام أو ساعات وفي غيرها يحتاج الأمر عقوداً وسنوات وأحيانا قروناً وتبقي الأمور موضع شك وريبة.
والرياضة تحافظ علي الضمير حياً يقظاً وتطلق الطاقات الكامنة التي تشبه المعجزات.
والرياضة تلهب خيال الناس وتجعلهم أكثر قدرة علي التصور والإبداع.
تحقق الرياضة كل هذه الإيجابيات إذا خلت من التعصب والروح الرياضية وتتحول إلي مصدر هائل للتفوق والتقدم والإلهام والإبداع للأفراد والجماعات.