هانى عسل
انتباه .. دموع فى عيون .. «أوروبا»!
لا تغرنكم دموع قادة أوروبا على المهاجرين الذين التهمتهم مياه المتوسط. لا تخدعكم المظاهرات والشعارات و«الحركات» التى تزعم ترحيب الشعوب الأوروبية باستقبال مئات اللاجئين. لا تصدقوهم، فإيطاليا ظلت تصرخ منذ عام كامل من أجل تقاسم مسئولية اللاجئين أوروبيا قبل أن يتفاقم الوضع، ولم يجبها أحد، والآن، دول شرق وغرب أوروبا تتشاجر فيما بينها على عدد اللاجئين الذين يمكن استقبالهم، وكأنها «عزومة»!. لا تصدقوهم، فالإعلام الأوروبى إلى الآن يطلق على لاجئى «الربيع» اسم «المهاجرين غير الشرعيين» ولو كانوا صادقين حقا لما تجرأ موج البحر على جسد الطفل السورى آلان كردى، ولدخلت أسرته أى دولة أوروبية معززة مكرمة وفى صمت كما حدث مع مئات الآلاف الذين اختاروا مصر أو لبنان أو الأردن فى السنوات الماضية، ولم يمنعهم أحد. لا تصدقوهم، فأوروبا حتى الآن تتاجر بهؤلاء اللاجئين وتصفهم بأنهم «الهاربون من جحيم بشار» لكى تدارى «خيبتها» بينما الحقيقة أنهم الهاربون من جحيم «داعش» الذى يعرف الجميع من أسسه وموله وشجعه ودعمه وسلحه، وأنشأ المنظمات والجمعيات التى تشجعه هو وأمثاله، من أجل الإطاحة ببشار وغيره، ولنشر الحريات والديمقراطية!، لا تصدقوهم، فالإعلام الأوروبى المشغول بقضية صحفيى «الجزيرة» لا يجرؤ أن ينزل إلى شاطيء المتوسط، أو إلى محطة قطارات بودابست، أو إلى الحدود الصربية المجرية، ليسأل اللاجئين ما إذا كانوا قد هربوا من قمع بشار حقا، أم من جحيم داعش وربيع المشاوى والمحارق الذى طبلت له أوروبا. لا تصدقوهم، فلا قادة أوروبا يريدون استقبال لاجئين، ولا شعوب أوروبا نفسها ستقبل إضافة أعباء آلاف اللاجئين على اقتصادياتهم ومجتمعاتهم، والأجانب المقيمون فى الدول الأوروبية، وبخاصة الدول الكبرى، يعرفون مدى حساسية هذا الموضوع لدى الأغلبية العظمى من شعوب القارة، بل ويشاهدون بأعينهم تنامى نفوذ اليمين المتطرف المعادى للمهاجرين فى هذه الدول، بغض النظر عما يذرفونه من دموع وعواطف أمام الكاميرات!.