مرسى عطا الله
كل يوم .. فقراء.. ولكنهم سعداء!
2 ــ كل الدراسات الاجتماعية تؤكد أن أغلب الذين يعانون من غياب السعادة عن حياتهم هم الكسالى محترفى النميمة حتى لو كانوا أثرياء لأنهم يصابون بالضجر والملل ليس من الحياة ذاتها ــ رغم أن كل شيء ميسور أمامهم ــ وإنما لأن هذا الكسل يؤدى إلى سيطرة الضجر والملل فى نفوسهم فهم دائما فى صفوف المتفرجين ولم تتح لهم الفرصة لكى يجذبوا إليهم انتباه الآخرين.
وعلى العكس من هؤلاء الكسالى محترفى النميمة ــ فإن هناك من يصلون الليل بالنهار بحثا عن لقمة العيش التى يقاسون من أجل الحصول عليها ومع ذلك فإنهم أسعد الناس عندما يأوون إلى فراشهم وينعمون بنوم مريح وبال هاديء دون الحاجة إلى حبوب منومة أو مهدئة مثل تلك التى يدمنها الكسالى والأثرياء.
ولا شك فى أن أتعس الناس هم الذين يستسلمون لواقعهم ويتجاهلون الحقيقة التى تقول بأن معظم تعاسة المرء من داخله عندما ينعدم الانسجام الداخلى للإنسان مع نفسه وبالتالى عدم القدرة على مراجعة تصرفاته أولا بأول ومن ثم يقع فى بئر الاستسلام لأوهام العجز والفشل والشعور الدائم بالاضطهاد وسوء البخت.
وفى المقابل فإن أسعد الناس هو من يتقمص فى هذه الحياة دور الفارس الذى إذا امتطى جواد السباق يمد بصره إلى الأمام فقط فلا يلتفت يمينا أو يسارا مهما اشتد الصخب والضجيج الذى يستهدف شد انتباهه بعيدا عن الهدف الذى يسعى لبلوغه.
والخلاصة أن السعادة ليست مقصورة على أناس بعينهم وإنما هى فى متناول الجميع بشرط أن يعرف المرء الطريق الصحيح لبلوغها وأن يدرك أن السعادة ليست فقط فى السلطة والجاه والمال وإنما فى القناعة والرضا بما قسمه الله مع صدق اليقين بأن النجاح إرادة وإصرار مهما زادت العقبات وتوالت العثرات.. وما أكثر الفقراء الذين قهروا المصاعب والتحديات وصنعوا السعادة الكاملة لأنفسهم ولمن حولهم!.