نصف الدنيا
أمل فوزى
لينا.. والزهور التى تدفن فى أرض مصر
عندما لجأت لينا معيدة كلية الصيدلية بإحدى الجامعات الخاصة للمجلة من أجل نشر مشكلتها، اقترحت عليها أن تحاول أولا حل الموضوع وديا خشية أن تحدث لها بعض المضايقات من جراء النشر ولكنها قالت إنها استنزفت كل الطرق لمحاولة الحصول على حقها فهى الأولى على دفعتها وكان من المفترض أن تختار القسم الذى ستتخصص فيه ولكنهم رفضوا ذلك وقالوا إنهم هم الذين يحددون ذلك فليس للمعيد رأى ولا يشفع له تفوقه أكثر من غيره ولا يوضع اعتبار لرغباته وميوله. ووضعوها فى قسم يأبى كل زملائها حتى من أصحاب الترتيب المتأخر عنها التخصص فيه، ونشرنا لها الشكوى بعد أن وجدت أنه لا يوجد مبرر منطقى لرفض الجامعة لطلبها إلا أن دمها ثقيل على قلب بعض المسئولين عن الاختيار، ولكننى لم أتوقع أن يصل الأمر إلى تهديدها بأن تترك الجامعة فى حال تكرار مطالبتها بحقها عبر الإعلام، لينا كل جريمتها أنها أحبت دراستها ونجحت وتفوقت وحصلت على المركز الأول وتريد أن تكمل فى التخصص الذى تريده حتى تستكمل مسيرة نجاحها وتحقق لنفسها وبلدها ما تحلم به، وإذا بكل شىء ينهار من حولها وإذا بالحلم يدفن فى رمال التعنت والحسابات الشخصية، أؤمن بأن الموهبة لا يستطيع أحد قتلها وإنما يمكن أن تموت منتحرة، ولينا النابغة الموهوبة فى مجالها لا يوجد أمامها سوى دفن أحلامها وهو ما يشبه الانتحار أو يكون الحل هو الهروب إلى بلد آخر تزدهر فيه الأحلام ومكان تتفتح فيه الزهور، مكان يدرك ما الذى يعنيه أن هناك شابة تقاتل من أجل أن تتعلم وتتميز، لينا قصتها كقصة عصام حجّى العالم المصرى فى ناسا وغيره من الذين خسرنانهم ونخسرهم كل يوم لأسباب يغيب عنها المنطق، والوطن للأسف هو من يدفع الثمن.

* * * * * * * * * * * * * * * * *

قبر نفرتيتى

مجلة شتيرن الألمانية واحدة من أكثر المجلات انتشارا هناك، تصل عدد النسخ الأسبوعية المباعة منها إلى مئات الألوف، عندما تحتل رأس نفرتيتى صورة الغلاف لعدد هذا الأسبوع ويكون الملف الرئيسى عنها إذن لابد أن هناك شيئا غير عادى يخص تلك الملكة المصرية الفرعونية، ومن زار برلين يعلم ما الذى يعنيه رأس نفرتيتى للألمان فالطوابير لا تنتهى أبدا من أمام المتحف المصرى ونفرتيتى هى القطعة الأهم والتى تتصدر المتحف والألمان يتباهون باقتنائهم لأشهر تمثال امرأة فى التاريخ فكما تملك فرنسا الصورة الأشهر وهى الموناليزا وإن كان مَن رسمها إيطاليا فإن الألمان يمتلكون رأس المرأة الأهم والأجمل والأعظم قيمة بين آثار الدنيا وإن كانت فى الأصل مصرية، والحكاية كما تذكرها المجلة أن بعثة الآثار الألمانية ترجح أن هناك غرفتين خفيتين فى مقبرة توت عنخ آمون قد تكون نفرتيتى مدفونة فى إحداهما، كما أنه من المتوقع أن تكون هناك كنوز أخرى موجودة فى تلك الغرف وربما المومياء الخاصة بها أو حتى رأس تمثال آخر لنفرتيتى فى المقبرة، ما لفت انتباهى أنه فى الوقت الذى صبت فيه كل وسائل الإعلام اهتمامها على تمثال سخم كا الذى يبيعه متحف بريطانيا نجد أن هذا التنقيب والبحث والذى لو صدق لأصبح أهم كشف خلال ما يزيد عن نصف قرن لم تذكره أى جريدة أو وسيلة إعلام مصرية وكأنه لم يحدث على أرض مصر وكذلك وزارة الآثار لم تُشر إليه سواء تأكيدا أو حتى نفيا فى الوقت الذى يعتبر فيه واحدا من أهم الأحاديث فى ألمانيا هذا الأسبوع وهو ما جعلنا نترجمه وننشره لقرائنا كاملا داخل هذا العدد، الاهتمام بنفرتيتى بهذا الشكل الكبير فى وسائل الإعلام الخاصة بهم يكشف عن أن شغف الغرب لا سيما الألمان بمصر لا يزال مشتعلا وهو مؤشر إيجابى ينبغى استغلاله لاستعادة حركة السياحة الألمانية إلى مصر، بشرط أن نعرف كيف نروج لأنفسنا ولاكتشافاتنا لا أن نعلم عنها من الصحف الأجنبية.

نور الكلمات

«إذا تحطم حلمك أمام عينيك وتحول إلى آلاف القطع المتناثرة لا تيأس.. والتقط إحدى هذه القطع.. وابدأ من جديد». فلافيا ويدن
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف