ونحن على أبواب برلمان جديد، يجب أن نتساءل بكل شفافية ووضوح: هل الترشح للبرلمان أصبح سبوبة؟، لماذا احترف البعض منذ سنوات طويلة فكرة الترشح والحصول على العضوية؟، لماذا فرض على الشعب المصرى العشرات من الشخصيات كممثلين له فى البرلمان؟، لماذا يصر العديد من الشخصيات الذين حملوا عضوية البرلمان لسنوات طويلة على الترشح والحصول على العضوية من جديد؟، متى نرى شخصيات جديدة تحت القبة؟، متى سنثق فى أن أغلب من ترشحوا وفازوا لا يتبعون الأجهزة الأمنية؟، السؤال الأكثر مباشرة: ما الذى قدمه من سبق وحملوا عضوية البرلمان للشعب المصرى؟، ماذا فعلوا بعضويتهم السابقة فى محاربة الفساد والبطالة والقهر والديكتاتورية؟.
المتأمل لسيرة بعض المرشحين للبرلمان، يكتشف بسهولة أن أغلبها وجوه معروفة وقديمة، سبق وحملوا عضوية البرلمان قبل ثورة يناير وبعد ثورة يناير أكثر من مرة، ويكتشف كذلك أن أغلب أو بعض هذه الشخصيات يمثل الشعب في البرلمان منذ سنوات طويلة، قد تصل مع بعض الشخصيات نحو ثلاثين سنة أو أكثر، بعضهم دخل مرة البرلمان تحت تصنيف الفئات، ومرة أخرى تحت مسمى العمال، ومرة تحت راية الفلاحين، وبعضهم حمل كارنية العضوية لدورات متعددة ومتتالية تحت مسمى وتصنيف بعينه، بعضهم جاء تحت جناح الحكومة، وبعضهم عن طريق الأحزاب، وبعضهم رفع راية المستقلين، واللافت أن بعض هذه الأسماء تناوبت عضوية مجلسى الشعب والشورى، ماذا فعلوا طوال هذه السنوات؟، ما الذى قدموه؟، ما الذى عاد علينا من عضويتهم الدائمة؟، ولماذا يصرون على العضوية دورة بعد دورة؟.
بالطبع نحن لسنا مع تقييد الترشح للبرلمان، ولسنا كذلك مع عزل البعض للبعض سياسيا، لكن كان من المفترض أن نجلس ونفرز البرلمانات السابقة، ونعلن للمواطنين إحصائيات تعينها على الاختيار، نظهر فى هذه الإحصائيات أسماء الذين حصلوا على العضوية لأكثر من مرة فى البرلمانات السابقة، ونحدد الأسماء الأكثر تمثيلا، عدد السنوات وعدد البرلمانات، والمراكز التى تولوها داخل البرلمان، ونوضح للمواطنين كذلك عدد الأسئلة وطلبات الإحاطة التى تقدم بها أصحاب العضوية الدائمة، وعدد الكلمات والمداخلات التى شاركوا بها فى الجلسات العامة والخاصة وفى اللجان، ونوضح كذلك ما الذى رفضوه، وما الذى وافقوا عليه؟، ومبرراتهم فى ذلك؟.
كان يجب على الحكومة من خلال المشرفين على البرلمان ان يعرفوا الشعب المسمى الذى دخل تحته العضو الدائم للبرلمان، فئات، عمال، وأيضا الجهة أو الحزب الذى رفع رايته، ويخبرونا أيضا بالدوائر التى مروا من خلالها للبرلمان، فالبعض دخل البرلمان من خلال الحي الذي يسكنه، وفى مرة تالية جدد العضوية من خلال قريته أو المدينة التى ولد فيها، وبعضهم أدخلته الأجهزة من خلال أحد الأحياء التى لم تكن له علاقة بها تماما، كما كان يجب أن تظهر الإحصائيات المبالغ التى صرفها من البرلمان، والقروض التي حصل عليها بضمان الحصانة.
مصر بعد ثورتين كانت فى حاجة إلى معلومات عن أصحاب العضوية الدائمة الذين جلسوا تحت القبة لسنوات طويلة، لكى نسألهم قبل أن ندلى بأصواتنا: ماذا قدمتم للشعب وللوطن من خلال عضويتكم الدائمة؟.