الأخبار
علاء عبد الوهاب
بين الشارع والمكتب
أزعجني ارتفاع نغمة »الوجود الدائم بالشارع»‬ التي حرص عدد غير قليل من المحافظين الجدد علي التأكيد أنها أسلوبه في العمل، وبدوري أسأل: من يفكر ويخطط وينسق ـ إذن ـ بهدوء بعيداً عن المؤثرات اللحظية؟
أفهم أن تكون المتابعة الميدانية آلية ضمن حزمة من الآليات، لكن التركيز علي حكاية الشارع، يمكن أن تتحول إلي »‬شو إعلامي»!
المعركة ضد الفساد، والحرب علي البطالة، ومواجهة المشاكل والتحديات المتراكمة تستدعي قبل أي شيء آخر، أن يمتلك المحافظ وطاقم معاونيه عقولا مبتكرة، وقدرة علي استنهاض الطاقات المعطلة، وأن يكون لكل موظف مهمة محددة يتم حسابه علي أساس حجم الإنجاز الفعلي فيها، ثم ان يعمل قبل ذلك كله وبعده علي نفض الغبار عن عقول صدأت، ولا يقبل أن يتقاضي موظف راتبه دون عمل حقيقي، وهي أمور لن يستطيع المحافظ القيام بها إذا نقل مكتبه إلي الشارع.
العبرة هنا ليست بالاختيار بين الشارع والمكتب، إنما بالقدرة علي التعايش والتواصل مع الناس ومشاكلهم، ولعل سياسة الباب المفتوح تكون الأكثر جدوي، علي الأقل لأن البيانات حاضرة، وأي مسئول يمكن استدعاؤه، والمواجهة بين صاحب الحق والموظف المقصر ميسورة في ديوان المحافظة، علي أن يكون الحسم والحساب السريع الصارم سمة لأداء المحافظ.
روح المايسترو، وحنكة القائد، وعقلية المبتكر، ثلاثية تتطلب مزجا ذكيا من المحافظين، بعيدا عن حصر تفكيرهم في ثنائية: الشارع/ المكتب، فلكل وقته ودواعيه، وثمة قرارات تبدأ من المكتب، وتتابع بالشارع، وأخري تتخذ في الشارع ثم توزع تكليفات الأداء بالمكتب، المهم أن يعي المسئول من أين يبدأ؟ وكيف يستمر في الإنجاز والبناء؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف